قوله: "قال ابن عُيينة: هو مالك"، يعني: قال سفيان بن عُيَينة: هذا العالمُ الذي أشار إليه رسول الله - عليه السلام - هو مالكُ بن أنس، وهو أستاذُ الشافعيِّ، وكان صاحبَ الفِرَاسة، وصاحبَ الحديثِ والاجتهاد.
"ومثله عن عبد الرزاق"، يعني: قال عبد الرزاق - وهو من فُضَلاَء أصحاب الحديث - مثلَ ما قال سفيانُ بن عُيَينة في مالك.
قوله: "وقيل: هو العُمَريُّ الزاهد"، أراد بالعُمَريِّ عمرَ بن عبد العزيز، قيل له عُمَري: نسبةً إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وهو ابن بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وما قالوه ظنًا منهم، وليس بيقين.
ويحتمل أن يريد النبي - عليه السلام - مالكًا وعمرَ بن عبد العزيز.
ويحتمل أن يريدَ غيرَهما؛ لأن العلماءَ في المدينة كانوا أكثرَ منهما في عصر الصحابة والتابعين وأتباعِ التابعين.
* * *
189 - عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - فيما أعلمُ - عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله - عز وجل - يَبْعَثُ لهذهِ الأُمَّةِ على رأْسِ كلِّ مئةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لها دينَهَا".
قوله: "عن أبي هريرة - رضي الله عنه -"؛ يعني: يقول أبو هريرة هذا الحديثَ روايةً عن النبي عليه السلام، لا يحدِّثُ به من نفسه.
قوله: "فيما أعلم"، هذا لفظُ المصنِّف، يعني: شكَّ بعضُ الناس أن أبا هريرة روى هذا الحديث عن رسول الله - عليه السلام - أم لا؟.
ويقول المصنف: فيما بلغني، وفيما أعلم أنه يروي هذا الحديث عن رسول الله عليه السلام، لا عن غيره.
قوله: "إن الله - عز وجل - يبعث ... " إلى آخره.