على قَدْر مُلْكَيهما، ثُلُثه للزوجة وثلثاه لأخيها، فيحصُلُ للزوجة النصف، ولأخيها النصف.
* * *
186 - عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَعَلَّمُوا الفَرائضَ والقُرآنَ؛ فإنِّي مَقْبُوضٌ".
قوله: "تعلموا الفرائض"، قيل: المراد بالفرائض: عِلْمُ قِسْمَةِ الميراث، والصحيح: أنه أراد - عليه السلام - بالفرائض جميعَ ما يجبُ على الناس معرفتُه، يعني: تعلَّمُوا القرآن والعلومَ الشرعيةَ مني، فإني مقبوضٌ؛ أي: سأموتُ، فإن لم تتعلموا مني لا يُمْكِنْكُم التعليمُ من غيري؛ لأن الفرائض والعلومَ الشرعية أُوحِيَتْ إلي لا إلى غيري.
وهذا تحريضٌ للصحابة على تعلم القرآن والعلوم منه عليه السلام؛ ليعلِّموا بعده - عليه السلام - الناسَ ما تعلموه من رسول الله عليه السلام.
* * *
187 - عن أبي الدَّرداء - رضي الله عنه -: أنه قال: كُنَّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فشخَصَ ببصرهِ إلى السَّماءِ, ثمَّ قال: "هذا أَوانٌ يُخْتَلَسُ فيه العِلْمُ مِنَ النَّاسِ حتَّى لا يقدِرُوا منهُ على شيءٍ".
قوله: "فشخص ببصره"؛ أي: نظر بعينه إلى السماء.
(الأوانُ): الحِينُ، (يُخْتَلَس)؛ أي: يُسْلَب، وكأنه - عليه السلام - لمَّا نظر إلى السماء كوشفَ وأُعلِمَ أن أَجَلَه قد اقترب، فأَعْلَم وأخبر أمته أنه ستُقْبَضُ روحه، وينقطع الوحيُ بانقطاعه بحيث لا يقدر الناس على شيء من العلوم الشرعية، إلا ما تعلَّموه من رسول الله عليه السلام.