"في الدين"؛ أي: في أمور الدين وأحكامه.

قوله: "فاستوصوا بهم خيرًا" أصل هذا: استوصيو، فَنُقِلت ضمة الياء إلى الصاد وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، والاستيصاء: قبول الوصية، والاستيصاء أيضًا بمعنى التوصية يُعَدَّى بالباء يقال: استوصيت زيدًا بعمرو خيرًا؛ أي: طلبت زيدًا أن يفعل بعمرو خيرًا.

ومعنى قوله: (فاستوصوا بهم خيرًا)؛ أي: مروهم بالخير، وعظوهم خيرًا، وعلموهم الخير.

* * *

164 - وقال: "الكلِمةُ الحِكْمَةُ ضالَّةُ الحَكيم، فحيثُ وجدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بها", رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -. غريب.

"الكلمة الحكمة"، (الكلمة): موصوفة.

و (الحكمة): صفتها، ومعنى (الحكمة): المحكمة المثبتة والممنوعة عن الخطأ والفساد، وفي بعض الروايات: "كلمة الحكمة" على الإضافة، و (الحكمة): المانعة للرجل عن الجهل والفساد، و (حكم): إذا منع الضالة التي ضلت عن صاحبها؛ أي: غابت، و"الحكيم": ذو الحكمة؛ أي: ذو الصلاح والعلم والعقل الكامل؛ يعني: كلمة الحكمة مطلوبة الحكيم.

و"الحكيم": هو الذي يعرف قَدْرَ العلم والمسائل الشرعية والمواعظ، فينبغي للحكيم أن يطلب العلم كما يطلب الرجل ما غاب عنه من دوابَّه وغيرها من الأموال، فحيث وجدها فليحفظها؛ لأنه هو صاحبها، ولا ينبغي أن يتركها وينساها، وإذا سمع حكيم مسألة من رجل فليحفظها، وإن كان الرجل الذي سمعها منه جاهلًا، ولا ينبغي له أن يستنكف من طلب العلم ممن هو دونه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015