[2]
كِتابُ العِلمِ
(كتاب العلم)
مِنَ الصِّحَاحِ:
147 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بلِّغوا عنِّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ومَنْ كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فلْيتبوَّأْ مقعدَهُ مِنَ النَّارِ"، رواه عبد الله بن عمرو.
قوله: "بَلِّغوا عَنِّي"، (بلغوا): أمر المخاطبين، من التبليغ، وهو إيصال الخبر إلى أحد، (الآية) لها معانٍ كثيرة، ومعناها ها هنا: كل كلام مفيد، نحو قوله: "مَنْ صمتَ نجا" و"الدِّين النصيحة".
يعني: بلغوا عني أحاديثي إلى أمتي ولو كان قليلًا، وهذا تحريض على نشر العلم وتعليم الناس العلم وأحكام الدين ونشر الحديث.
فإن قيل: لِمَ قال: (ولو آية)، ولم يقل: ولو حديثًا، مع أن المراد بالآية هنا: الحديث؟
قلنا: هذا إشارة إلى أنه يجوز تبليغ بعض حديث دون حديث تام، كما هو عادة مصنف "المصابيح" في كثير من أحاديث "المصابيح" نحو: حديث صلح الحديبية، فإن ذلك حديث طويل أورد في "المصابيح" بعضه، ومثل ذلك كثير، ومثل هذا: أحاديث الكتاب المعروف بـ "شهاب الخَبَرْ"، فإن كل ما عداه حديثًا فهو