الحرب في قولٍ، وفي قولٍ: إذا أبوا عن الجزية أُخرجوا من دار السَّلام إلى دار الحرب، ثم يغزوهم المسلمون كأهل الحرب.

كنية "العِرْبَاض": أبو نَجِيح السُّلَمِي، وهو من أهل الصفة.

* * *

129 - وعن العِرْباض بن سَارِيَة قال: وعظَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - موعظةً بليغةً ذرفتْ منها العُيونُ، ووجِلَتْ منها القُلُوبُ، فقالَ قائلٌ: يا رسول الله!؛ كأنَّ هذه مَوعظةُ مُودِّعٍ فأوصِنا، فقال: "أُوصيكُم بتقوَى الله والسَّمْعِ والطاعةِ وإنْ كان عبدًا حبَشيًا، فإنهُ مَنْ يعِشْ منكُمْ بعدي فسَيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ، تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُمْ ومُحدَثاتِ الأُمورِ، فإن كُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ".

قوله: "وعظنا رسول الله عليه السلام موعظة بليغة"؛ أي: تامة "ذرفت منها العيون"، ذَرَفَ - بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر - ذَرْفَاً وتَذْرَافًا: إذا جرى الدمع من عيون الحاضرين من خوف تلك الموعظة.

"وَجِلَتْ"؛ أي: خافت.

قوله: "كأنها موعظة مودع"، (المودع) اسم فاعل من التوديع؛ يعني: وعظتنا موعظةً تامَّة كأَّنك تودعنا، "فأوصنا"؛ أي: فَمُرْنَا بما فيه رشادنا وصلاحنا بعد وفاتك.

"بتقوى الله"؛ أي: بمخافة الله تعالى والحذر من عصيانه.

قوله: "والسمع والطاعة"؛ يعني: أوصيكم بسمع كلام الخليفة والأئمة وطاعتهم، "وإن كان عبدًا حبشيًا" لا يجوزُ أن يكونَ الخليفةُ عَبدًا، ولكن المراد من العبد هنا: مَنْ جعلَهُ الخليفةُ حاكمًا على قوم في كل بلد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015