بأهله وماله لو أنفقَ رؤيتَهم إيَّاي ووصولَهم إلي.
ويجوز أن تكون (لو) بمعنى (أن)، والباء في (بأهله) باء حال؛ يعني: تمنَّى أحدُهم أن يراني في حال كونه يَفْدي بأهله وماله، ونظيرُه قولُه تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]؛ أي: أن كانوا.
* * *
4929 - وقالَ: "لا يَزَالُ مِن أُمَّتي أُمَّةٌ قائِمَةٌ بأمْرِ الله، لا يَضُرُّهم مَن خَذَلهم ولا مَن خَالفَهم، حتَّى يأتيَ أمرُ الله وهُم على ذلكَ".
قوله: "لا يزالُ مِنْ أمَّتي أمةٌ قائمةٌ بأمر الله، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم، ولا مَنْ خالَفَهم، حتى يأتيَ أمرُ الله وهُم على ذلك"، قال في "شرح السنة": (قائمة بأمر الله) أي: متمسِّكة بدينها، وقوله: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} [آل عمران: 113]؛ أي: متمسِّكة بدينها، وهم قومٌ آمنوا بموسى وعيسى ومحمد - صلوات الله عليهم -.
قال الشيخ: وحمل بعضُهم مُطْلقَ هذا الحديث على القيام بتعلُّم العلم وحفظ الحديث لإقامة الدين.
قال أحمد بن حنبل: إن لم تكن هذه الطائفةُ المقصودةُ أصحابَ الحديث فلا أدري من هم؟
قيل: هذه الطائفة هم المُرابطة بثغور الشام؛ لأنه في بعض طرق هذا الحديث: "وهم بالشام"، وفي بعضها: "حتَّى يُقَاتِلَ آخرُهم المسيحَ الدَّجَّال"، وفي بعضها: قيل: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: "في بيت المقدس".
قيل: الأمة القائمة بأمر الدين: هم المُقيمون على الإسلام، الدائمون له، مِنْ قام الشيء: إذا دام، وقام الماء: وقف.