المئة إلى الألف، وهم جُفاة أهل خيلاء، ومنه الحديث: "أن الأرضَ تقول للميت: ربَّما مَشَيت عليَّ فَدّادًا" أي: ذا مال كثيرٍ وذا خُيلاء.

وفي الجملة ذمُ ذلك؛ لأنه يَشْغَل عن أمر الدين، ويُلْهي عن الآخرة، فيكون معها قَساوة القلب، ذكره في "شرح السنة".

* * *

4917 - وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأسُ الكُفرِ نَحْوَ المَشْرقِ، والفَخْرُ والخُيَلاءُ في أَهلِ الخَيلِ والإِبلِ والفَدَّادينَ أَهلِ الوَبَرِ، والسَّكيْنَةُ في أَهْلِ الغَنَمِ".

قوله: "والفَخْرُ والخُيَلاء في أهل الخَيل والإبل"، (الفخر): عبارة عن المباهات والمنافسة في المال والجاه المُؤدِّي إلى الخيلاء والتكبُّر المانع عن قَبول الإيمان.

قوله: "والسكينة في أهل الغنم"، (السكينة)؛ أي: الوَقَار والتأنَّي، قيل: أصحاب الغنمِ لهم سُكون ووقار؛ لأنه لا بُدَّ لهم من مقاربة العُمْرَانات والاختلاطِ بأهلها، فإن الغنمَ لا تصْبرُ عن الماء والعَلَف، ولا تتحمَّل الجَفَاء والبرد.

فإذا كان كذلك فوقَارُهم يؤدِّي إلى أنهم لا يخرجون عن الطاعة، وأما أصحاب الإبل والخيل فيقعُدون في البوادي والصَّحاري، فبعدُهم عن العُمْران والخَلْق يحمِلُهم على الطُّغيان ونزعِ اليد عن الطاعة، فلهذا ذمَّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَهما، ومَدَح أصحابَ الغنمِ.

وقيل: الراعي خُلُقه على قَدْر ما يرعاه، فالغنمُ راعيه يكون لينَ القلب، لسهولة طبيعة الغنم، ورُعاةُ الإبل تقسُو قلوبُهم كقسَاوة الإبل، ويخشُنُ عيشُهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015