حتَّى قَدِمنا وادِي القُرَى، فَسَألَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المَرأَةَ عنْ حَديقتِها، "كَمْ بَلَغَ تمرُها؟ "، فَقَالت: عَشَرَةَ أوْسُقٍ.
قوله: "فأتينَا وادي القُرى على حديقة"، (وادي القرى): موضع، (الحديقة): عبارة عن كل بستان عليه حائط.
قال في "الغريبين": قال أبو عبيدة: الحديقة: كل ما أحاط به البناء، يقال: حَدَق به، وأَحْدَق به.
قوله "بجبلي طيء"، جبلا طيء؛ أحدهما سَلْمى، والآخر أَجَأ، على وزن فعلى، بفتح الكل، وهما بأرض نجد.
* * *
4631 - وقَالَ أَبُو ذَرٍّ، قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّكُمْ ستَفْتَحُونَ مِصْرَ، وهيَ أَرْضٌ يُسمَّى فيها القِيراطُ، فإذا فتَحتُموها فأحْسِنوا إلى أَهلِها فإنَّ لَها ذِمَّةً ورَحِمًا - أَوْ قَالَ: ذِمَّةً وصِهْرًا - فإِذَا رَأيتُم رجُلَيْنِ يَخْتصِمَانِ في مَوْضعِ لَبنةٍ فاخْرُجْ مِنْهَا"، قَالَ: فَرَأَيْتُ عبدَ الرَّحمنِ بن شُرَحْبيلَ بن حَسَنةَ وأَخاهُ رَبيعةَ يَخْتصِمانِ في مَوْضعِ لَبنةٍ فخرجْتُ منها.
قوله: "إنكم ستفتحونَ مِصْرَ وهي أرضٌ يسمَّى فيها القِيراطُ", تقديره: إنكم ستفتحون مِصْرَ، ومِصْرُ أرضٌ يسمَّى فيها؛ أي: في مصر (القيراط).
قال الطحاوي في "مشكل الآثار": إن أرضَ مصرَ يسمى فيها القيراط؛ لأنَّ أهلَها يستعملونه في السبِّ وإسماع المكروه، فيقولون: أعطيت فلانًا قيراطًا؛ أي: أسمعته المكروه، ويقولون: اذهب وإلا أعطيك القراريط؛ أي: السب والشتم، إنما ينبههم على صفة تلك البلدة بخصوصها، وإنما ينبههم عند فتحها عن خُلُق أهلها، أو معجزة لأن هذا من الغيب.