قوله: "ثم دعا بمِيْضَأة كانت معي"، (الميضأة): مطهرة يتوضأ بها، مفعلة من الوضوء.
قوله: "فتوضَّأ وضوءً دون وضوء"؛ أي: توضأ وضوءً وَسَطًا بين ما هو على الكمال وبين ضده، وإنَّما رَضيَ بما هو أدنى لقلة الماء.
قوله: "حتَّى امتدَّ النهارُ، وحَمِيَ كلُّ شيء"؛ أي: حتى ارتفع النهار، واشتد حرارةُ كلَّ شيء.
قوله: "تكابوا عليها"؛ أي: ازْدَحموا على المِيْضَأة.
قوله: "أحسِنُوا المَلأَ كلكم"، قال في "الصحاح": المَلأَ: الخُلُق، فيقال: ما أحسنَ مَلأَ بني فلان؛ أي: عشرتهم وأخلاقهم، والجمع أَمْلاء.
وفي الحديث: أنه قال لأصحابه حين ضربوا الأعرابي: "أحسنوا أملاءكم كلكم"، الضمير في (أحسنوا كلكم) تأكيد؛ أي: أحسِنوا كلُّكم الأخلاقَ.
قوله: "فأتى الناسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً"، (الرِّواء) جمع رَيَّان، كعِطاش جمع عَطْشان، قيل: معناه: أتى الناس ممتلئين من الماء، من قولهم عندي جُمَام القفيز دقيقًا - بالضم لا غير -، وبالفتح: يُستعمل في الفرس، وبالكسر: يستعمل في القَدَح ملآن من الماء، هذا قول الفَرَّاء.
قال غيره: يجوز أن يقال جَمام المَكُوك وجُمامه وجِمامه - بالفتح والضم والكسر -، هذا معنى كلام صاحب "الصحاح".
وقيل: معناه: أتى الناس مُسْتريحين بحيث زال تعبُهم وعَناؤهم، مِنَ الجَمام - بالفتح - وهو الراحة.
* * *