قوله: "ثم دسَّتْهُ تحت يدي ولاثَتْني ببعضه"، (الدسُّ): الإخفاء، يقال: لاثَ العمامةَ على رأسه؛ أي: عَصَبها على رأسه؛ يعني: لفَّتِ الخبزَ بعضَه على بعض، ثم أخفته تحت يدي، وعَصَبت على رأسي الطرفَ الآخر.

قوله: "هلُمِّي يا أمَّ سُلَيم ما عندكِ"؛ يعني: أحضري ما عندك.

قوله: "فأتتْ بذلك الخبزِ، فأمرَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَفُتَّ"؛ أي: جُعل فَتِيتًا.

قوله: "فأدمته"، يقال: أَدم يَأدِم أَدْمًا وإدامًا؛ أي: جعلت أمُّ سُليم السمنَ الذي في العُكَّة إدامًا لذلك الفَتِيت.

قوله: "ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ... " الحديث.

قيل: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي طلحة: "ائذن لعشرة عشرة"، ولم يقل: ائذن للكلِّ بمرة واحدة،؛ لأن الجمع الكثير إذا نظروا إلى طعامٍ قليل يزداد حرصُهم على الأكل، ويظنون أن ذلك الطعام لا يُشْبعهم، ولا يكفيهم.

فإذا كان كذلك، فالحرص على الأكل مَمْحَقَة للبركة، وإذا كان الأمر بالعكس كما أن الطعام يزيد على قدر ما يكفي الآكلين، فلا يهيج حرصُهم على الأكل، وتطمئنُّ نفوسُهم، فعند ذلك نزولُ البركة متوقَّع من عند الله سبحانه، فلهذه الحكمة قال - صلى الله عليه وسلم -: "ائذن لعشرة عشرة".

قوله: "وتركَ سؤرًا" - السُّؤر بالضم والهمز -: البقيَّة.

قوله: "دونَكم هذا"؛ أي: خذوه، (هذا) اسمٌ للأمر كـ (صَهٍ ومَهٍ).

قيل: تقال هذه الكلمة عند الإغراء بالشيء والتحريض عليه؛ يعني: إذا شبع القوم قال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "دونكم هذا"؛ أي: عليكم بهذا وكُلُوه.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015