والمنصوب إلى الشبان؛ أي: فرموا بأجمعهم رميًا شديدًا، بحيث لا يكادون يخطئون في الرمي.
قوله: "فنزل واستنصر"؛ أي: فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بغلته.
و (استنصر)؛ أي: طلب النصر من الله سبحانه.
قوله:
"أنا النبيُّ لا كذبْ ... أنا ابن عبدِ المطلبْ"
قيل: هذا رجزٌ، والرجز خارجٌ مما أجمعَ عليه الشعراء من القوانين الموضوعة في العروض.
قيل: ربما صدرَ عن شخص كلامٌ موزون لا على قصدِ الشعر، فلا يُعدُّ ذلك الكلام عليه شعرًا.
وإنما قال: "أنا ابن عبد المطلب" تعريفًا لنفسه؛ لأنه كان مشهورًا عند العرب أن لابن عبد المطلب نبأً عظيمًا ونبوة، وقد كان أصحابُ الأخبار والكهانُ يتحدثون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - الموعود في آخر الزمان من بني عبد المطلب، فذهبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرهم بما اشتهرَ فيهم؛ ليرجعوا عن قتالهم.
* * *
4605 - قَالَ البَرَاءُ: كُنَّا والله إِذَا احْمَرَّ البَأْسُ نتَّقِي بِهِ، وإنَّ الشُّجاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحاذِي بهِ، يَعني: رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: "كنا والله إذا احمرَّ البأسُ نتَّقي به"، يريد باحمرار البأس: اشتدادَ الحرب، قال في "شرح السنة": يقال: موت أحمر؛ أي: شديد، وحمر القيظ: شدة حرها، وسَنَةُ حمراء: شديدة، والعرب تصف عام الجدب بالحُمرةِ.
ويقال: إن آفاق السماء تحمرُّ أعوامَ القحط.