و"العُصبة من الرجال": ما بين العشرة إلى أربعين.
* * *
4346 - عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - قالَ: "يُصَفُّ أَهْلُ النَّارِ، فَيَمُرُّ بهِم الرَّجَلُ منْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فيقُولُ الرَّجُلُ منهم: يا فُلانُ! أما تَعرِفُني؟ أنا الذي سَقَيْتُكَ شَرْبةً، وقال بَعْضُهُمْ: أنا الذي وَهَبْتُ لكَ وَضُوءًا، فيشفَعُ لهُ فيُدْخِلُهُ الجنَّةَ".
قوله: "يا فلانُ! أما تَعرفُني؟ أنا الذي سقيتُك شَربةً ... "، الحديث.
هذا تحريضٌ على الإحسان إلى المسلمين، سيما العلماءِ والصلحاءِ، والمجالسة معهم ومحبتهم؛ فإن محبتَهم زينٌ لمحبيهم في الدنيا، ونورٌ في الآخرة.
"الوَضوء" بفتح الواو: الماء الذي يُتوضَّأ منه.
* * *
4348 - عن ابن مَسْعودٍ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَرِدُ النَّاسُ النار ثُمَّ يَصْدُرُونَ منها بأَعْمالِهِمْ، فأَوَّلُهُمْ كلَمْحِ البَرْقِ، ثُمَّ كالرِّيحِ، ثُّمَ كحُضْرِ الفَرَسِ، ثُمَّ كالرَّاكِبِ في رَحْلِهِ، ثمّ كَشَدِّ الرَّجُلِ، ثُمَّ كمَشْيهِ".
قوله: "يَرِدُ الناسُ النارَ، ثم يَصدُرون منها بأعمالهم"، الحديث.
قال في "الصحاح": وَرَد فلانٌ يَرِدُ ورودًا: إذا حضرَ، وأورده غيرُه، وصَدَر يَصدُر صدورًا: إذا رجعَ.
و"الحُضر" بضم: العَدْوُ، ويقال: أَحْضَرَ الفَرَسُ إحضارًا واحتضر؛ أي: عَدَا، و"الشَّدُّ": العَدْوُ، قد شَدَّ؛ أي: عَدا.
وقيل: المراد بـ (الورود) ها هنا: الجواز على الصراط، ويدل عليه ما بعده، وهو قوله: "فأولُهم كلمح البرق، ثم كالريح ... " إلى آخره.