لا رجلَ في الدار وأخاه، ولا يجوز: لا أخاه.
قوله: "فلبَّسني" يحتمل معانٍ:
الأول: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يُعينْ مولده ومكانه، بل تركه مُلتبسًا، فصار مُلْتَبسًا على الصحابي.
الثاني: أنه أوقعني في الشكِّ بقوله: قد وُلِدَ لي، وبدخوله مكة والمدينة، وقد يكون يظن الصحابي: أنه الدجَّال، فلمَّا خلط فيما قال، التبسَ عليه.
والثالث: أنه حين ادَّعى نفيَ صفات الدجال عنه، وادعى رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، توهَّمَ الصحابي أنه مسلم، وبعد ذلك لمَّا ادعى علم الغيب باعترافه: أنه يعرف الدجَّال وموضعه وخروجه وأوانه، فقد ادَّعى علمَ الغيب، ومن ادعى علم الغيب كفرَ، فالتبس على الصحابي إسلامُهُ وكفرُهُ، فلهذا قال: لبسني.
فإن قيل: (لَبَسْتَ) يتعدَّى، تقول: لَبَسْتَ الأمرَ على فلان، فإذا ضُوعِف تعدَّى إلى اثنين، فأين الثاني هنا؟
قيل: يكون محذوفًا؛ أي: لَبَّسني حالَهُ؛ أي: جعلَ حالَهُ يلتبسُ عليَّ، أو نسبني إلى اللبس، فتوهَّمَ أنه يلتبسُ عليَّ، كما تقول: فسَّقته؛ أي: نسبته إلى الفسق.
قوله: "تبًا لك سائر اليوم"؛ أي: خُسرانًا لك جميع اليوم، أو باقي اليوم؛ يعني: ما تقدم من اليوم قد خسرت فيه، فكذا في باقيه، ونصب (سائر) على الظرف، اكتسب الظرفية من المضاف إليه، كما تقول: جميع اليوم، وبعض اليوم.
و (تبًا): من المصادر الواجب إضمارُ عاملها؛ لأنه صار بدلًا من اللفظِ بالفعل، وحاصلُهُ عُلِم بانتصابه على المفعولية، ومعناه معنى الفعل، فاستغنى عن الفعل.