قوله: "لو تركته بيَّن"؛ يعني: لو تركته أمُّه بحاله، ولم تخبره بمجيئي، لبيَّن ما في نفسه، وكنت أسمعُ ما يقول وأعرفه.

* * *

4249 - عن أبي سعيدٍ الخدْرِيِّ قال: لقِيَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بَكْرٍ وعُمَرُ في بَعْضِ طُرُقِ المَدينةِ، فقالَ لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتَشْهَدُ أنِّي رسولُ الله؟ " فقال هو: تَشْهَدُ أنِّي رسولُ الله؟ فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمنتُ بالله وملائِكتِهِ وكُتُبهِ ورُسُلِهِ، ما تَرَى؟ " قال: أَرَى عَرْشًا على الماءِ, فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَرَى عَرْشَ إِبْليسَ على البَحْرِ، وما تَرَى؟ " قالَ: أَرَى صادِقَيْنِ وكاذِبًا، أو كاذِبَيْنِ وصَادِقًا، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لُبسَ عليهِ فَدَعوهُ".

قوله: "أرى صادقين وكاذبًا أو كاذبين وصادقًا"؛ يعني: يأتيني شخصان يخبران بما هو صدق، وشخص يخبرني بما هو كذب، أو بالعكس.

والشكُّ من ابن الصياد في عدد الصادق والكاذب دليلٌ على اختلافه وافترائه؛ لأن مَنْ كان مؤيدًا بالتأييد الرباني والوحي السماوي لا يُخلَّى هو وجهله.

قوله: "لُبسَ عليه فدعوه"، (التلبيس): التخليط.

(فدعوه)؛ أي: اتركوه؛ يعني: أعرضوا عنه، فإنه قد خلط عليه أمره، فحينئذ لا يُعوَّل على قوله وفعله، وهذا دليلٌ على أن مَن زلَّ قدمه عن المنهج القويم والصراط المستقيم، وما أفاق عن نيَّة ضلالته وغوايته بعد أن لاحتْ له البراهينُ الساطعة، والدلائل اللائحة، فينبغي أن نُعرِضَ عنه.

* * *

4250 - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ ابن صَيَّادٍ سأَلَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عنْ تُربةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015