قوله: "تبلغ المساكن إيهابَ أو نِهَابَ": قيل: (إهاب ونِهاب) موضعان قريبان من خيبر، وقيل: بينهما وبين المدينة أميال.

قال الإمام التوربشتي في "شرحه": الرواية الصحيحة: "نهاب" - بالنون المكسورة -، ولا يرويه بالياء إلا بعض رواة "صحيح مسلم" وهو غير صحيح عندي، والشكُّ من الراوي.

وقيل: (أو) للتخيير لا للشك.

فإذا كان للشك فمعناه: أنه يكثر عمران المدينة بحيث يبلغ دورها إهَاب، إذا كان مراده - صلى الله عليه وسلم - من ذلك إِهَاب، ويبلغ دورها نِهَاب، إذا كان مراده - صلى الله عليه وسلم - من ذلك نِهاب.

وإذا كان للتخيير فمعناه: يبلغُ دورُها إهابَ إن شئت، ويبلغُ دورُها نهابَ إن شئت.

وإن روي (إهاب أو نهاب) منصرفين، فوجهه: أنهما مذكوران باعتبار المكان كـ (واسط ودابق)، وإن رويا بمنع الصرف ففيهما التعريف والتأنيث كـ (دمشق وبغداد).

* * *

4199 - وقالَ: "يكونُ في آخرِ الزَّمانِ خليفةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يَعُدُّهُ". وفي رِوايةٍ: "يكونُ في آخرِ أُمَّتي خَليفةٌ يَحْثِي المالَ حَثْيًا لا يَعُدُّهُ عَدًّا".

قوله: "يكون في آخرِ الزمانِ خليفةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يعده": يحتمل أنه أراد - صلى الله عليه وسلم - بالخليفة: المهدي.

(لا يَعُدُّهُ) - بفتح الياء وضم العين - من حيث الرواية؛ يعني: يقسم المال من غير عَدِّ وإحصاء، ويحتمل أن يكون - بضم الياء - من الإعداد، وهو جعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015