إطلاقًا لاسم الكل على الجزء، وهذا مجازٌ شائعٌ فصيح جدًا.
فإذا تقرر هذا؛ فالواقعة المذكورة بالكيفية المذكورة وقعت فيها بأسرها كما ذكرت، والله أعلم.
* * *
4192 - عن أنسٍ: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أَنَسُ إنَّ النَّاسَ يُمَصَّرونَ أمصَارًا، وإن مِصرًا منها يُقالُ لهُ: البَصْرَة، فإنْ أَنْتَ مَررتَ بها أو دَخَلْتَها فإيَّاكَ وسِباخَها وكَلاءَها وسُوقَها وبابَ أُمرائِها، وعليكَ بضَواحِيها، فإنَّه يكونُ بها خَسْفٌ وقَذْفٌ ورَجْفٌ، وقومٌ يَبيتونَ ثم يُصْبحونَ قِردةً وخَنازيرَ".
قوله: "إن الناس يُمَصِّرُون أمصارًا ... " إلى آخره، (التَّمصِيْرُ): وضعُ أساسِ مصر وبناءه، و (السَّبَاخ): جمع سَبخة، وهي أرضٌ ذاتُ ملح، يقال: (أرضٌ سَبخَة)؛ أي: ذاتُ سِبَاخ، (الضواحي): جمع الضَّاحية، وهي الناحية البارزة، (مكان ضاحٍ)؛ أي: بارز.
(الخَسْفُ) ها هنا: الإذهاب في الأرض، (خَسَفَ الله به الأرضَ)؛ أي: غابَ به فيها، قال الله سبحانه: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81].
(القَذْفُ بالحِجَارة): الرمي بها، (الرَّجْفُ والرَّجْفَةُ)؛ أي: الزلزلة، و (الرَّجَفَان): الاضطراب.
(القِردةُ): جمع قرد، و (الخنازير): جمع خنزير.
أراد بـ (الكَلأَ) ها هنا: مواضعَ الرعي؛ يعني: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنس: يا أنس! إن الناس يبنون أمصارًا كثيرة ويسكنون فيها، وإن مِصرًا منها يقال له: البصرة، فإن اتفق مرورُك بها، أو دخولك فيها، فاحذر عن سباخها وكَلأها.
وفي بعض النسخ: بدل: "كلأها": "نخيلها وسوقها".