الأَعْيُنِ - يعني التُّركَ - قال: تَسوقونَهُمْ ثلاثَ مرَّاتٍ حتَّى تُلْحِقوهُمْ بجَزيرَةِ العَرَبِ، فأَمَّا في السَّاقَةِ الأُولَى فَيَنْجُو مَنْ هرَبَ منهُمْ، وأَمَّا في الثَّانيةِ فَيَنْجُو بَعضٌ ويَهْلِكُ بَعضٌ، وأمَّا في الثَّالثةِ فيُصْطَلَمُونَ"، أو كما قالَ.
قوله: "تسوقونَهُمْ ثلاثَ مَرَّات"؛ يعني: قومٌ صغارُ الأعين من الترك يقاتلونكم، لكنهم صاروا مغلوبين منهزمين بحيث أنكم تسوقونهم ثلاث مرات.
"حتى يلحقوا بجزيرة العرب"، قال مالك بن أنس: (جزيرة العرب): المدينة.
وقال أبو عبيدة: ما بين حفر أبي (?) موسى إلى أقصى اليَمَن في الطول، وما بين رمل يَبْرِيْنَ إلى منقطع السَّمَاوَةِ في العرض، قاله في "الغريبين".
و"السِّياقة": السَّوق، "فيَصطَلَمُون": فيستأصلون، من الصَّلْمِ، بمعنى القطع، والطاء في (يصطلمون) بدل من التاء؛ لأن (فاء الافتعال) إذا كان حرفًا من حروف الإطباق تبدل طاء للثقل، وللمتجانس بينه وبين التاء، وحروف الإطباق الصاد والضاد والطاء والظاء.
* * *
4191 - عن أبي بَكْرَةَ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَنْزِلُ أُناسٌ منْ أُمّتي بغائِطٍ يُسمُّونَهُ: البَصْرَة، عِند نَهْرٍ يُقالُ لهُ: دِجْلةُ، يكونُ عَلَيهِ جِسْرٌ يكثرُ أهلُها، وتكونُ من أَمصارِ المُسْلِمين، فإذا كانَ في آخرِ الزَّمانِ جاءَ بنو قَنْطُوراءَ عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ الأَعيُنِ، حتَّى يَنْزِلُوا على شَطِّ النَّهْرِ فيتفرَّقُ أهلُها ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقَةٌ يأخُذونَ في أذنابِ البقَرِ والبَرِّيةَ، وهلَكوا، وفِرقَة يأخُذُونَ لأنفُسِهم، وهلَكوا، وفِرقةٌ يجعَلونَ ذَرارِيَّهم خَلْفَ ظُهورِهْم ويُقاتِلونهم، وهُمُ الشُّهداءُ".