"فإني لا أملك لكم من الله شيئًا"؛ يعني: لا أقدرُ أن أدفعَ عنكم شيئًا من عذاب الله، إن أراد أن يعذبَكم، فإني أشفع لمن أذن الله تعالى أن أشفعَ له، فأما مَنْ أرادَ الله أن يعذبَهُ، لم يأذن لي في أن أشفع له.
"غيرَ أنَ لكم رَحِمًا" يعني: لا أقدر أن أردَّ عذابَ الله عن أقاربي الكفار غير أن لهم قرابة، "سَأَبُلُّها"؛ أي: سأصِلُ تلك القرابة.
"ببلالِها"؛ أي: بالشيء الذي يتوصل به إلى الأقارب من الإحسان ودفع الظلم عنهم وغيرهما.
قوله: "اشتروا أنفسكم"، أصله (اشترِيُوا) بكسر الراء وضم الياء، فأسكنت الراء ونُقلب ضمةُ الياء إليها، وحذفت الياء لسكونها وسكون الواو؛ أي: خلصوا أنفسَكُم من النار بتركِ الكُفْرِ.
مِنَ الحِسَانِ:
* * *
4138 - عن أبي مُوسى - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمَّتي هذهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، ليسَ عَلَيها عَذَابٌ في الآخِرَةِ، عذابُها في الدُّنيا: الفِتَنُ والزَّلازِلُ والقَتْلُ".
قوله: "أمتي هذه أُمَّةٌ مرحومَةٌ ليس عليها عذابٌ في الآخرة" هذا الحديث مشكل؛ لأن مفهومه: أن لا يُعذَّبَ أحدٌ من أمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيلزم أن لا يُعذَّبَ مَنْ قتلَ من المسلمين أعدادًا كثيرة، وسرقَ أموالهم وآذاهم وقذفهم وفعلَ الكبائر كلها، ومعلوم أن هذا لم يقل به أحد، وقد جاءت أحاديث بتعذيب الزاني والقاتل بغير الحق والقاذف وغيرهم من أصحاب الكبائر.
وتأويل هذا الحديث: أن قوله: "أمتي هذه أمة مرحومة"، أراد بهم: من