إليهم، فلما خشي الديدبان وصول العدو إلى قومه قبل وصوله إليهم، نادى الديدبان قومه من رأس جبل: (يا صَباحاه)، هذا اللفظ يستعمل في مجيء العدو؛ يعني: اهربوا وفروا فإن العدو قد جاء.
والغرض من تلفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكلام: أني أخبركم بقرب نزول العذاب إليكم فاهربوا منه بأن تؤمنوا بي.
"يا صباحاه": تقديره: يا قوم احذروا الإغارة في وقت الصباح، أو قد قرب إغارة في وقت الصباح، وإنما خص قرب الإغارة في وقت الصباح؛ لأن العادة لمن أغار قومًا أن يغيرَهم في وقت الصباح.
* * *
4137 - عن أبي هُريرةَ قال: لمَّا نَزلتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دَعا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قُرَيْشًا، فاجتَمَعُوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: "يا بني كَعْبِ بن لُؤَيٍّ! أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بني مُرَّةَ بن كَعْبٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النارِ، يا بني عبدِ شَمْسٍ! أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بني عبدِ مَنافٍ! أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بني هاشِمٍ! أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بني عبدِ المُطَّلِبِ! أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا فاطِمَةُ! أَنْقِذي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإنِّي لا أَمْلِكُ لكُمْ مِنَ الله شيئًا، غيرَ أنَّ لكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّها ببلالِها".
وفي رِوايةٍ: "يا مَعْشرَ قُرَيْشٍ! اشتَرُوا أنفُسَكُمْ، لا أُغْني عنكُمْ مِنَ الله شَيْئًا، يا بني عبدِ مَنافٍ! لا أُغني عنكُمْ مِنَ الله شيئًا، يا عبَّاسُ بن عبدِ المُطَّلِبِ! لا أُغني عَنْكَ مِنَ الله شيئًا، ويا صَفِيَّةُ! عمَّةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا أُغني عنكِ مِنَ الله شيئًا، ويا فاطِمَةُ بنتَ مُحَمَّدٍ! سَلِيني ما شِئْتِ مِنْ مالي، لا أُغني عنكِ مِنَ الله شيئًا".
قوله: "أنقذوا"؛ أي: خَلِّصُوا.