يعيبُ الناس، "اللَّعَّان": من يُكْثِرُ اللَّعْنَ، "الفاحش": الشاتم، "البذيء": الذي ليس له حياءٌ.

روى هذا الحديثَ ابن مسعود.

* * *

3776 - وقَالَ: "لا يَكُونُ المُؤْمِنُ لَعَّانًا".

وفي رِوَايةٍ: "لا يَنْبَغِي للمُؤْمنِ أنْ يَكُونَ لعَّانًا".

قوله: "لا يكون المؤمنُ لَعَّانًا"؛ أي: ليس من صفة المؤمنِ الكاملِ أن يَلْعَنَ أحدًا.

روى هذا الحديثَ ابن عمر.

* * *

3777 - وقَالَ: "لا تَلاَعَنُوا بِلَعْنَةِ الله، ولا بِغَضَبِ الله، ولا بِجَهَنَّم".

وفي رِوَايَةٍ: "ولا بالنَّارِ".

قوله: "لا تلاعَنُوا بلعنة الله"، (لا تلاعَنُوا): أصلُه: لا تتلاعَنُوا، فحذَفَ إحدى التاءين للتخفيف؛ يعني: لا تقولُوا لمسلم: عليكَ لعنةُ الله، ولا تقولوا: عليك غضبُ الله، ولا تقولوا: لك جهنمُ، أو لك النارُ، أو أدخلكَ الله جهنَّمَ، وما أشبَه ذلك؛ لأن التكلُّمَ بهذه الألفاظ لأحدٍ، فإن أراد المتكلِّم الإخبارَ - يعني: حصولَ هذه الأشياء له - فقد أخبرنا عن الغيب، ولا يعلمُ الغيبَ أحدٌ إلا الله، وإن قال هذا الكلام له على طريق الدعاءِ عليه، فقد ضادَّ الله ورسوله؛ لأنه لا يحصل له لعنةُ الله وغضبُه إلا أن يصيرَ كافرًا، أو يفعلَ كبيرةً من الذنوب، وكأنه أرادَ الكفر، أو فعلَ كبيرة لأحد، وإرادةُ الكفرِ وفعلُ الكبيرة مضادَّةٌ الله ورسوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015