زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعدَه، ولكلِّ واحدٍ من القائلين دليلٌ من الحديث على ما قال.

* * *

3688 - عَنْ جَابرٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سَمُّوْا باسْمِي، ولا تَكَتَنُوا بكُنيَتي، فإنَّي إنما جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُم".

قوله: "إنما جُعِلْتُ قاسمًا أَقْسِمُ بينكم"؛ يعني: إنما كُنَّيتُ بأبي القاسم؛ لأني أَقْسِمُ بينكم الدِّينَ وأحكامَ الشَّرْع؛ أي: أُبَينُ لكم أحكامَ الشرع، فليس هذه الصفة لكم ولا لأحد بعدَكم، فإذا لم تكنْ هذه الصفةُ لأحدٍ منكم ولا ممَّن بعدَكم، فلا يجوزُ له أن يُكَنَّى بأبي القاسم.

* * *

3690 - وقَالَ: "لا تُسَمَّيَنَّ غلاَمَكَ يَسَارًا، ولاَ رَباحًا، ولاَ نجِيْحًا، ولاَ أَفْلحَ، فَإِنَّكَ تقولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلا يَكُونُ، فَيَقُولُ: لا".

وفي رِوَايَةٍ: "لاَ تُسَمَّ غُلامَك رَبَاحًا، ولاَ يَسَارًا، ولاَ أفلحَ، ولاَ نَافِعًا".

قوله: "لا تُسَمِّين غلامَك يَسارًا، ولا رَبَاحًا"؛ يعني: لا تسمِّينَّ غلامَك باسمٍ من هذه الأسماء؛ لأنه لو قال أحدًا في البيت: (يسار) ولم يكنْ (يسارٌ) في البيت يقول في جوابه: لا؛ يعني: ليس في البيت، فقد نفيتَ اليُسْر، أو اليسار الذي هو الغنى، وسعة الحال عن بيتك، ولم يَحْسُنْ هذا التفاؤل، ولذلك ما أشبهَ هذه الأسماء، وعلى هذا القياس تسميةُ الأبناء والبنات.

وينبغي أن يسمِّيَ الرجلُ أولادهَ وغلمانَه باسم لا يضرُّ في التفاؤل وجودُه في البيت وعدمُه، مثل: زيد، وعمرو، وعبد الله، وعبد الرحمن، وجعفر، وغير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015