يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ الله، فَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فإنَّما هُوَ مِن الشَّيطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فإنَّ أحَدَكُم إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيطَانُ".
وفي رِوَايةٍ: "فَإنَّ أَحَدَكُمْ إِذا قَالَ: هَا، ضَحِكَ الشَّيطانُ".
قوله: "إن الله يحبُّ العُطَاسَ ويَكْرَهُ التثاؤُبَ".
قال الخطابي: معنى حُبَّ العطاسِ وحَمْدِه، وكراهيةِ التثاؤبِ وذمه: أنَّ العُطَاسَ إنما يكونُ مع انفتاحِ المَسَامِّ، وخِفَّةِ البدن، وتيسُّرِ الحركات، وسببُ هذه الأمور: تخفيفُ الغِذاء، والإقلالُ من المَطْعَم.
والتثاؤُبُ: إنما يكونُ مع ثِقَلِ البَدَنِ وامتلائه، وعند استرخاءِ النوم، وميلهِ إلى الكَسَل، فصارَ العُطَاسُ محمودًا؛ لأنه يُعِينُ على الطاعات، والتثاؤُب مذمومٌ؛ لأنه منع من الخيرات.
قوله: "إذا قال: بها ضحك الشيطان"؛ يعني: إذا انفتَح فمُه، وخَرَجَ منه صوتٌ من التثاؤب ضَحِكَ الشيطان؛ لأن التثاؤبَ يكونُ من الغفلة وغلبةِ النوم، والتكامل وامتلاءِ المَعِدَة، وكلُّ ذلك مما يَفْرَحُ الشيطانُ به من الإنسان.
* * *
3672 - وقال: "إذا عَطَسَ أحدُكُم فلْيَقُلْ: الحَمْدُ للهِ، وليقُلْ لَهُ أَخُوْهُ أَوْ صَاحِبُه: يَرْحَمُكَ الله، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ الله، فَليَقُلْ: يَهْدِيْكُم الله وَيُصْلِحُ بالَكَم".
قوله: "فليقل: يهديكم الله، ويُصْلِحُ بالكم"؛ يعني: فليقل العاطِسُ في جواب من قال له: يرحمك الله: يهديكم الله ويُصْلِحُ بالَكم.
(البال)؛ الحال إن كان القائلون جماعة فليقل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم بلفظ الجمع، وإن كان واحدًا فليقلْ بلفظ الواحد، وإن كانا اثنين