3554 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أَتَى عَرَّافًا فسألَه عن شيءٍ لم تُقبَلْ له صلاةٌ أربعينَ ليلةً".
قوله: "مَن أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاةٌ أربعين ليلةً": قد ذُكر شرح (العرَّاف) قُبيلَ هذا، فإن أتى أحدٌ عرَّافًا، فسأله شيئًا، فأخبره عن عيبٍ، فإن صدَّقه في ذلك الخبر فهو كافرٌ حتى يجدِّد الإيمانَ، ولا تُقبَل له صلاةٌ ولا غيرُها من الطاعات قبل أن يجدِّدَ الإيمانَ.
وإن لم يُصدِّقه فلم يكفر، ولكن لا تُقبَل كمالُ صلاتِه وغيرِها من الطاعة أربعين يومًا كما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
رَوَتْ هذا الحديثَ صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
3555 - عن زيدِ بن خالدٍ الجُهنيَّ قال: صلَّى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الصُّبحِ بالحُديبيةِ على إثرِ سماءٍ كانت من اللَّيلِ، فلمَّا انصرفَ أقبلَ على النَّاسِ فقال: "هلْ تدرونَ ماذا قالَ ربُّكم؟ " قالوا: الله ورسولُه أعلمُ، قالَ: "أصبحَ مِن عبادِي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأمَّا من قال: مُطِرنا بفضلِ الله وبرحمتِه فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكواكبِ، وأمَّا مَن قالَ: مُطِرنا بنوْءِ كذا وكذا فذلكَ كافِرٌ بي مُؤْمِنٌ بالكواكبِ".
قوله: "على إثر السماء"؛ أي: بعد نزول مطرٍ، كان قد نزل ذلك المطر في الليل.
"أصبح مِن عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ"، (مِن) هنا: للتبعيض؛ أي: أصبح بعضُ عبادي مؤمنًا بي وكافرًا بالكواكب، وبعضُهم كافرًا بي ومؤمنًا بالكواكب بسبب نزول المطر.
* * *