"ليُزْجِيَ"؛ أي: ليسُوقَ فيُعينَ مَنْ عَجَزَ وضَعُفَ عن السير من الجيش، هذا تواضعٌ ورحمةٌ منه على الخَلْق.
* * *
2965 - عن أبي ثعلبةَ الخُشَنيِّ قال: كانَ النَّاسُ إذا نَزَلوا مَنزِلًا تَفَرَّقوا في الشِّعابِ والأوديةِ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن تَفَرُّقَكُم في هذهِ الشِّعابِ والأوديةِ إنما ذلكم مِن الشَّيطانِ"، فلم ينزِلوا بعدَ ذلكَ منزِلًا إلا انضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، حتى يقالَ: لو بُسِطَ عليهم ثوبٌ لعمَّهم.
قوله: "في الشعاب"، (الشِّعاب): جمع شِعْب بكسر الشين، وهو الفُسْحةُ بين الجَبَلين.
"والأوديةُ"، جمعُ الوادي، وهو مسيلٌ في الصحراء.
* * *
2966 - وعن عبدِ الله بن مسعودٍ قال: كنا يومَ بدرٍ كلُّ ثلاثةٍ على بعيرٍ، فكانَ أبو لُبابَةَ وعلي بن أبي طالبٍ زَميلَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكانت إذا جاءَتْ عُقْبَةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالا: نحنُ نَمشي عنكَ، قال: "ما أنتما بأَقوَى منِّي، وما أنا بأغنَى عن الأجرِ منكما".
قوله: "زَمِيْلَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -".
(الزَّميلُ): المُزامِلُ، وهو الذي يركَبُ معك على دابةٍ واحدةٍ.
"عُقْبَةُ رسولِ الله"؛ أي: نَوْبةُ رسول الله في النزول عن الدابة.
"نمشي عنك"؛ أي: نمشي راجِلَين حتى لا تحتاج أنت إلى النزول؛ يعني: نحن نمشي راجِلَين في جميع الطريق لتركبَ في جميع الطريق.