مُحْتمَل، والوجه الآخَرُ أَلْيَقُ بالترغيب في الجهاد، وإكمالِ أجره؛ يعني: من قاتل في سبيل الله لحظةً ثبتتْ له الجنة.
قوله: "ومن جُرِحَ جرحًا في سبيل الله، أو نُكِبَ نَكبةً".
(الجرحُ) و (النكبةُ) كلاهما واحدٌ هنا؛ بدليل أنه يصفُ لونهما بلون الزَّعْفَران؛ يعني: يسيلُ منهما الدمُ، ولونُ ذلك الدمِ كلون الزعفران، وريحُه ريحُ المِسْك، ولون الزعفران في حال كونه يابسًا يشبه لونَ الدَّمْ، وهذا الحديث مثلُ قوله: "لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيل الله"، وقد ذكرنا شرحَه في هذا الباب.
واعلمْ أن الفرقَ بين الجرح والنكبة هنا: أن الجرح: ما يكون من نَصْلِ الكفار، والنكبة: الجراحة التي أصابته من وقوعه من دابة، أو وقع عليه سلاحُ نفسِه، وغير ذلك.
قوله: "ومن خرجَ به خُرَاجٌ في سبيل الله فإنَّ عليه طابَعَ الشهداء".
(الخُرَاجُ) - بضم الخاء -: ما يخرُجُ في البدن من القروح والدَّمَاميل.
(الطابَع): - بفتح الباء - والخاتم: ما يُخْتَمُ به على شيء؛ أي: يُعَلَّم؛ يعني: من كان في سبيل الله، فخرج منه دُمَّل، أو أصابته جِراحةٌ غير جِراحَةِ الكفار، فيحشَرُ يومَ القيامة وعليه علامةُ الشهداء؛ ليُعْلَمَ أنه سعى في سبيل الله؛ ليُعْطَى أجرَ المجاهدين.
* * *
2892 - عن أبي أمامةَ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضلُ الصَّدقاتِ ظِلُّ فُسْطاطٍ في سبيلِ الله، ومِنْحَةُ خادمٍ في سبيلِ الله، أو طَرُوقَةُ فَحْلٍ في سبيلِ الله".
قوله: "ظِلُّ فُسْطاطٍ"، (الفسطاط): نوعٌ من الخَيْمة؛ يعني: أفضلُ