قوله: "فاحتجبَ دونَ حاجَتِهم وخَلَّتِهم وفَقْرِهم".
الخَلَّةُ والفَقْرُ متماثلان، إلا أن الخَلَّةَ أشدُّ؛ يعني: كلُّ أميرٍ أغلقَ البابَ على وجهه، أو أقام على بابه حاجبًا وشُرَطًا ليمنعوا المسلمين عن الدخول عليه، ولم يقضِ حوائجَ المسلمين = فعلَ الله به يومَ القيامة مثلَ ما فعلَ بالمسلمين.
* * *
(باب العمل)
مِنَ الصَّحَاحِ:
2808 - عن أبي بَكْرَةَ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يَقْضيَنَّ حَكَمٌ بيْنَ اثنينِ وهو غَضبانُ".
قوله: "لا يقضيَنَّ حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبان"؛ يعني: لا ينبغي للحاكم أن يحكمَ في حال الغضب؛ لأنه لا يقدِرُ على الاجتهاد والفِكْرِ في مسألة الخَصْمين من غاية غضبه، وكذلك الحَرُّ الشديد، والبَرْدُ الشديد، والجوعِ والعطش والمرض، وكل حالةٍ تمنعُه عن الاجتهاد، فإنْ حكمَ في هذه الأحوال نُفِّذَ حُكْمُه مع الكَراهِية.
* * *
2809 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حَكَمَ الحاكمُ فاجْتَهَدَ فأصابَ فلهُ أجرانِ، وإذا حكمَ فاجتَهَدَ فأَخطأَ فلهُ أَجْرٌ واحدٌ".
قوله: "إذا حكمَ الحاكمُ فاجتهدَ فأصابَ فله أجران، وإذا حكمَ واجتهدَ وأخطأ فله أجر واحد"؛ يعني: إذا وقع اجتهادُه موافقًا لحكم الله فله أجران: أجرُ