ويحتمل أن يريد: أنه لا يدخلُ الجنةَ حتى يقتصَّ ما ظلم.
* * *
2514 - عن رافِع بن مَكِيثٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُسْنُ المَلَكَةِ يُمْنٌ، وسوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ، والصَّدقةُ تمنعُ مِيتةَ السوءِ، والبرُّ زيادةٌ للعُمُرِ".
قوله: "والصدقةُ تمنع مِيتةَ السوء"، (المِيتة) بكسر الميم: نوعٌ من الموت، كـ (الجِلْسَة) و (الرِّكْبَة)؛ يعني: حالة يموت عليها الإنسان.
يعني: الصدقةُ تدفع موتَ الفجأة، فإنه موتٌ سيئٌ؛ لأنَّ الشخصَ إذا أتاه الموتُ بغتةً لا يقدر على التوبةِ والاستحلالِ وردِّ المظالم والوصيةِ بذلك.
قوله: "والبرُّ زيادةٌ للعمر"، (البرُّ): الإحسان؛ يعني: الإحسانُ إلى الخلق يزيدُ في العمر، والزيادةُ في العمر يُحتمَل أن تكونَ محسوسةً علَّقَها الله سبحانه في الأزل: إنَّ عُمرَ فلانٍ كذا سَنةً، ولو أَحسنَ، زِيدَ عليه كذا سَنةً، كما أنه قدَّرَ إذا مرض؛ لو داوى لشُفي، وإلا فيموت.
ويُحتمَل أن يريد بالزيادة: البركة والخير في العمر؛ يعني: يُوفِّقُه في عمره لِمَا يَرضَى عنه من العمل.
وقيل: الذي بُورك له في عمره: يُوفَّق للتدارك في ساعةٍ ما لا يتداركُ سواه في سَنةٍ من عمرِهِ.
* * *
2515 - وقال: "إذا ضربَ أحدُكم خادِمَه فذَكَرَ الله فليُمْسِك".
قوله: "فذكَّره الله فَلْيُمسِكْ"؛ يعني: إذا قال المضروب للضارب حالةَ الضرب: الله الله، فَلْيَتركِ الضربَ؛ عظمةً لذِكر الله سبحانه.
* * *