2512 - عن أمِّ سلمَةَ: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كانَ يقولُ في مرضه: "الصَّلاةَ وما مَلَكَت أَيْمانُكم".
قوله: "الصلاةَ، وما ملكَت أيمانُكم"، (الصلاةَ): نُصب بفعلٍ مُقدَّرٍ؛ أي: احفظوها وراعوها، (وما ملكت أيمانُكم): عُطف عليها.
وقيل: و (ما ملكت أيمانكم) عبارةٌ عن الزكاة، وإنما قال: أراد به الزكاةَ؛ لأنَّ القرآنَ والحديثَ إذا ذُكر فيهما الصلاةُ فالغالبُ أنه ذُكر بعدَها الزكاةُ، قال تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [التوبة: 71]، {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، وفي الحديث: "وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج"، و"تُقيم الصلاةَ المكتوبةَ، وتُؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ"؛ فقاسَ هذا المُبهَمَ بالمُعيَّنِ.
وقيل: عبارةٌ عن المماليك؛ وهو الأظهرُ، وإيرادُ هذا الحديث في هذا الباب دليلٌ على أنه أراد به المماليكَ، وذكرُه عَقيبَ الصلاة إشارةٌ إلى أنَّ حقوقَ المماليك واجبةٌ على السادات، كما أنَّ الصلاةَ واجبةٌ عليهم؛ بحيث لا سعةَ في تركها.
* * *
2513 - وقال: "لا يدخلُ الجنَّةَ سَيئُ المَلَكَةِ".
قوله: "لا يدخلُ الجنةَ سيئُ المَلَكَة"، قال في "الصِّحاح": يُقال: ما في مِلْكِه شيءٌ، ومَلْكِه شيءٌ؛ أي: لا يملك شيئًا، وفيه لغة ثالثة: ما في مَلَكَته شيءٌ؛ بالتحريك، يقال: فلانٌ حسنُ المَلَكَة: إذا كان حسنَ الصنع إلى مماليكه.
يعني: مَن أضاعَ حقوقَ المملوك، ولم يُراعِها، وأساء إليه، فلا يدخل الجنة، هذا تهديدٌ ووعيدٌ حتى لا يتركوا حقوق المماليك.