قوله: "فإنه أَحرَى أن يُؤدَمَ بينكما"، (أَحرَى)؛ أي: أَجدَر وأَليَق، (أَدَمَ يُؤدَم) على وزن: (أَفعَلَ يُفعَل): إذا وقعـ[ــت]، الأُلفةُ بين الشخصَين.

النظرُ إلى المرأة قبلَ النكاح يُوقع الأُلفةَ بين الزوجَين؛ لأنه إذا نَظرَ، فإن مالَ قلبُه إليها وتزوَّجَها، يكون تزوَّجَها عن معرفةٍ ورؤيةٍ، وكلُّ فعلٍ يكون عن معرفةٍ وتجربة، لا تكون بعدَه مَلامَةٌ غالبًا، وإن لم يَنظرْ إليها فربما يُظنُّها جميلةً، فإذا تَزوَّجَها عن هذا الظنِّ، فربما لا تكون كما ظَنَّها، فيكون بعدَ ذلك نادمًا على تزوُّجِها، ولا يكونُ له بها أُلفةٌ.

* * *

2308 - عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيُّما رجلٍ رأى امرأةً تُعجبُهُ فليقُمْ إلى أهِلِه، فإنَّ معَها مثلَ الذي معَها".

قوله: "فَلْيَقمْ إلى أهله"؛ يعني: فَلْيُجامع امرأتَه؛ فإنَّ مع امرأته فَرجًا مثلَ فَرجِ تلك المرأة؛ يعني: إذا جامَعَ امرأتَه تُكسَرُ شهوته بإنزال منيه، ويَزول عز نفسه غلبةُ شهوتِه التي حصلَت في نفسه برؤية تلك المرأة، وهذا أمرٌ بأكلِ الحلالِ واستمتاعِ الحلالِ، ونهيٌ عن اتِّباعِ الحرام.

* * *

2309 - عن عبدِ الله - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "المرأةُ عورةٌ فإذا خرجَتْ استشرفَها الشَّيطانُ".

قوله: "استَشرَفَها الشيطانُ"، (استشرف): إذا نظرَ إلى شيء عن الاحتياط والتأمل، ومعناه هنا: أنَّ شياطينَ الإنس نظروا إليها؛ لأن الطِّباعَ مائلةٌ إلى النساء أكثرُ مما تميلُ إلى غير النساء، أو معناه: حَمَلَ الشيطانُ الرجالَ وأَوقَعَ في قلوبهم أن يَنظروا إليها.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015