قلبهِ فلْيَعمِدْ إلى امرأتِهِ فلْيُواقِعْها، فإن ذلك يردُّ ما في نفسِه".

قوله: "إن المرأة تُقبل في صورة شيطان، وتُدبر في صورةِ شيطانٍ ... " إلى آخره؛ يعني: النظرَ إلى قُبل المرأة ودُبرها.

والمراد: النظرُ إلى جميع بدنها فتنةٌ، تُوقعُ الرجلَ في الفتنة والميل إليها، فلا يَنظرْ إليها باختياره، فإنْ وَقعَ نظرُه إليها، ومالَ قلبُه فَلْيَمنع نفسَه من اتِّباعها وقضاءِ شهوتِه منها، بل لِيَقصدْ بيتَه، وَلْيُجامِعِ امرأتَه، فإذا جامَعَ زوجتَه تُكسَرُ شهوتُه، فإذا انكسرَت شهوتُه يَزولُ ميلُه إلى تلك المرأةِ ببركةِ مُوافقةِ أمرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قوله في هذا الحديث: "أعجبته"؛ أي: صارت حسنةً ومحبوبةً في قلبه.

* * *

مِنَ الحِسَان:

2306 - عن جابرٍ - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خطبَ أحدُكم المرأةَ فإن استطاعَ أن ينظرَ إلى ما يدعُوهُ إلى نِكاحِها فليفعَلْ".

قوله: "إذا خطب أحدُكم المرأةَ، فإن استطاعَ أن يَنظرَ إلى ما يَدعُوه إلى نكاحِها فَلْيَفعلْ"؛ يعني: فإن استطاع أن يَنظرَ إلى وجهها وكفَّيها؛ لِيكونَ نظرُه إليها مُحرِّضًا له على نكاحها بأن يَميلَ قلبُه إليها، فَلْيَنظرْ؛ فإنَّ هذا النظرَ مُستحَبٌّ؛ لأنه سببُ تحصيلِ النكاح، والنكاحُ سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ، وما هو سببُ تحصيلِ السُّنَّة يكون سُنَّةً، وكذلك جميعُ الأفعال؛ فما كان منها مُوجبًا وسببًا لخيرٍ فهو خيرٌ، وما هو مُوجِبٌ وسببٌ لشرٍّ فهو شرٌّ.

* * *

2307 - عن المغيرةِ بن شُعبةَ - رضي الله عنه - قال: خطبتُ امرأةً فقالَ لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هلْ نظرتَ إليها؟ " فقلتُ: لا، قال: "فانظرْ إليها فإنه أَحْرَى أن يُؤدَمَ بينَكُما".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015