قوله: "لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب"؛ يعني: جاء رجل ويشتري متاعه بمئة، فحلف أن رجلًا أعطاني قبل هذا بهذا المتاع مئة وعشرين، وهو كاذبٌ في هذا الكلام، وإنما يحلف ليغرَّ المشتري، وبظنَّ أن المتاع يساوي مئة وعشرين؛ ليشتريه بهذا القَدْر.
قوله: "لم تعمل يداك"؛ يعني: منعت الناس عن شرب مائك مع أن الماء خرج بقدرتي لا بسعيك، فإني لو لم أُخرج الماء لم يَخرج بسعيك وإن بالغت في الحفر.
* * *
2209 - وعن الحسنِ، عن سَمُرةَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن أَحاطَ حائِطًا على الأرضِ فهو له".
قوله: "من أحاط حائطًا على الأرض فهو له"؛ يعني: من أدار حائطًا حول أرضٍ مواتٍ لحظيرةِ غنمٍ أو غيرِه صار ذلك الموضع ملكًا له.
* * *
2210 - عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أقطعَ للزُّبيرِ نخيلًا.
قولها: "أقطع للزبير نخيلًا" يحتمل أن يكون معنى هذا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقطعه مَواتًا ليغرس فيه النخل، ويحتمل أن يكون نخيلًا من أملاك الكفار، أو من مِلْكِ مسلمٍ مات ولم يخلَّف وارثًا، فوقع في بيت المال، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيها الزبير؛ لأنه كان ممَّن يستحق مال بيت المال؛ لكونه مقاتلًا في سبيل الله.
* * *