الأجرة على الرقية؛ لأنه لو لم يكن حلالًا وموافقًا للتقوى لم يقل: اضربوا لي معكم سهمًا.

* * *

مِنَ الحِسَان:

2200 - عن خارجةَ بن الصَّلْتِ عن عمِّه أنَّه مرَّ بقومٍ فقالوا: إنَّكَ جِئْتَ مِنْ عندِ هذا الرَّجلِ بخَيرٍ، فارْقِ لنا هذا الرجُلَ، وأتوه برجلٍ مَجنونٍ في القُيودِ، فرقاهُ بأمِّ القُرآنِ ثلاثةَ أيَّامٍ غُدْوَةً وعَشِيَّةً، كُلَّما خَتَمها جمعَ بُزاقَهُ ثمَّ تَفَلَ، فكأنَّما أُنْشِطَ مِنْ عِقالٍ، فأعطوهُ مئةَ شاةٍ فأتَى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: فذكرَ لهُ فقال: "كُلْ فَلَعَمْري لَمَنْ أكلَ برُقْيَةِ باطلٍ لقدْ أكلْتَ برُقيةِ حقٍّ".

قوله: "جئت من عند هذا الرجل"؛ يعني: إنك تجيء من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بخير"؛ أي: بالقرآن وذكرِ الله "فارْقِ لنا هذا الرجل" المجنون.

قوله: "ثم تفل"؛ أي: ثم نفخ ببزاقه فيه.

قوله: "كأنما أنشط"؛ أي: حُلَّ عقاله؛ أي: فتح عقاله؛ أي: حبلُه المشدودُ به؛ أي: رفع عنه ذلك الجنون.

قوله: "فلَعَمْري لَمَنْ أكل برقيةِ باطلٍ لقد أكلتَ برقيةِ حق", (لعَمري) بفتح العين؛ أي: حياتي قَسَمي، اللام في (لَعَمري) للتأكيد، و (عَمري) بفتح العين وضمِّها بمعنى واحد، ولكن لا يستعمل في القسم إلا مفتوحَ العين.

فإن قيل: لا يجوز القسم بغير اسم الله تعالى وصفاته، فلِمَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَمري"؟!.

قلنا: ليس المراد به القسم، بل يجري هذا اللفظُ في كلامه على رسم العرب، وهذا كقوله لمعاذ: "ثكلتك أمك"، ولحفصة: "عَقْرَى حَلْقَى"، ولم يُرِدْ به الدعاء؛ لأنه لو أراد الدعاء لكان كما قال، ومعلومٌ أنه لم يكن كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015