طلوعِ فجر يوم النحر عند أبي حنيفة ومالك وأحمدَ.
* * *
(باب خطبة يوم النحر، ورمي أيام التشريق والتوديع)
مِنَ الصِّحَاحِ:
1929 - عن أبي بَكْرة - رضي الله عنه - عنه قال: خَطَبنا رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ النَّحْرِ، قال: "إنَّ الزَّمانَ قَد اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ الله السَّماواتِ والأَرْضَ، السَّنةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وشَعْبانَ"، ثُمَّ قال: "أيُّ شَهْرٍ هذا؟ فقُلْنا: الله ورسُولُهُ أعْلَمُ، قال: "ألَيْسَ ذا الحِجَّةِ؟ " قلنا: بَلَى، قال: "فأَيُّ بَلَدٍ هذا؟ "، قُلْنا: الله ورسُولُهُ أعلم، قال: "أَلَيْسَ البَلْدَةَ؟ " قُلْنا: بَلَى، قال: "فأَيُّ يَوْمٍ هذا؟ "، قُلْنا: الله ورسُولُهُ أعلم، قال: "ألَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ "، قُلْنا: بَلَى، قال: "فإنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ وأعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرامٌ، كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، وسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أعْمالِكُمْ، أَلا فلا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلاَّلاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ، ألا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قالوا: نَعَمْ، قال: "اللهمَّ اشْهّدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سامِعٍ".
قوله: "الزمان قد استدارَ كهيئَتهِ يومَ خَلَقَ الله السماواتِ والأرضَ".
(الزمانُ): الدهرُ، (استدار)؛ أي: دارَ، (كهيئته)؛ أي: على الترتيب الذي خَلَقَ الله الدهرَ عليه.
اعلم أن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون بتحريمِ الأشهرِ الحُرُم، وهي رَجَبٌ