"فاجتمعا عنده"؛ أي: أُحْييا بعد الموت كما يُحْيا سائرُ الأموات في القبور لجواب المنكر والنكير.

"وقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي"، أنا عند ظنِّ عبدي بي، فإذا ظننتني غفورًا رحيمًا فقد غفرتُ لك ورحمتُك.

"أن تحظُر"؛ أي: أن تحرِّم.

قوله: "اذهبوا به إلى النار"، والضمير في (اذهبوا) ضمير للملائكة، [و] إدخاله النار لمجازاته على قَسَمه بأن الله تعالى لا يغفر المذنب، لأن هذا حكم على الله، وجعل الناس آيسًا من رحمة الله، وحكم بكون الله غير غفور، فإن اعتقد أنه يعلم الغيب بأن الله لا يغفر فقد كَفَر، ويخلَّد في النار، وإن لم يكن اعتقاده هذا فقد أذنب ذنبًا كبيرًا بأن جعل أحدًا آيسًا من رحمة الله تعالى، فيبقى في النار بقدر هذا الذنب، ثم يخرج منها ويدخل الجنة كسائر المذنبين.

روى هذا الحديثَ أبو هريرة.

* * *

1687 - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قوله: {إلاَّ اللَّمم}: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغفرْ جَمَّاً ... وأَيُّ عَبْدٍ لكَ لا أَلَمَّا"

غريب.

قوله: " {إِلَّا اللَّمَمَ} ": هذا استثناء من قوله: {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}؛ (كبائر الإثم): كل ذنب فيه حَدٌّ، و (الفواحش): الزنا خاصة، و (اللمم): الصغائر؛ يعني: ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم فإنهم لا يقدرون أن يجتنبوه، فإن الأمم غير معصومين عن الصغائر، والصغائر تُغفر لهم بالتوبة والطاعات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015