آخر الآية: أنه لا يقبل توبةَ عاصٍ، ولا إيمانَ كافرٍ إذا تيقن الموت، قال الله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: 85]، وكذلك لم يقبل إيمانَ فرعونَ حين أدركه الغرقُ. وهكذا ذكر في "تفسير اللباب" و"الوسيط".
وقيل: يقبل التوبة ما لم تبلغ الروح الحلقوم.
وهذا الخلاف في التوبة من الذنوب، أما لو استحل أحدًا عليه له مظلمة فحلَّله، صحَّ تحليلُه بلا خلاف، وكذلك لو أوصى بشيء، أو نَصَّبَ أحدًا على أطفاله، أو عَمَلِ خيرٍ، صحَّت وصيَّتُه بلا خلاف.
وتأويل (ما لم يغرغر) على قول ابن عباس ومَنْ تابعه: أنه ما لم يتيقنِ الموتَ؛ لأن كثيرًا من الناس لم يَرَوا ملكَ الموت ولم يعلموا خروجَ الروح من أعضائهم حتى تبلغ الروح الحلقوم، فمن لم يعرف قبض روحه تقبل توبته وإيمانه بلا خلاف ما لم يتيقن الموت، وإن بلغت الروح الحلقوم.
روى هذا الحديثَ عبدُ الله بن عمرو.
* * *
1682 - وقال: "إنَّ الشَّيطانَ قال: وَعِزَّتِكَ يا ربِّ، لا أَبْرحُ أُغْوي عبادَكَ ما دامَتْ أرواحُهم في أَجْسادِهم، فقالَ الربُّ - عز وجل -: وعِزَّتي وجَلالي، وارتفاعِ مكاني، لا أَزالُ أَغفِرُ لهم ما استَغْفرُوني".
قوله: "لا أبرح"؛ أي: لا أزال؛ أي: أبدًا.
"أغوي عبادك": أي: أُضلُّهم وآمرهم بالكفر والعصيان.
روى هذا الحديثَ أبو سعيد.
* * *