حوَّل صدره واستقبل بوجهه إلى القرية التي قصدها للتوبة.
"فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب"؛ يعني: قالت ملائكة الرحمة نحن نذهب به إلى الرحمة لأنه تائب؛ لأنه توجَّه إلى هذه القرية للتوبة، وقالت ملائكة العذاب: نحن نذهب به إلى العذاب لأنه قتل مئة نفس ولم يتب بعد؛ لأنه لم يصل إلى القرية التي كان قصدها للتوبة.
"فأوحى الله"؛ أي: أمر الله تعالى.
"إلى هذه"؛ أي: إلى القرية التي قصدها إلى التوبة.
"أن تقربي"؛ أي: تقربي من هذا الميت لتكون المسافة بينه وبينك أقل.
"وإلى هذه"؛ أي: إلى القرية التي قتل فيها الراهب.
"تباعدي"؛ أي: تباعدي لتكون المسافة بينه وبينك أبعد.
"وقال قيسوا ما بينهما"، (قيسوا)؛ أي: قدِّروا وانظروا إلى أيِّ القريتين أقرب.
"فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له"، (إلى هذه) إشارة إلى القرية التي قصدها للتوبة، وهذا تحريض للمذنبين على التوبة، ومَنْعُهم عن اليأس عن رحمة الله تعالى، بل لا مرجع ولا مآب للمطيعين والعاصين إلا باب مولاهم الكريم، فإنه لا مولى سواه، ولا نصيرَ ولا مخلِّصَ من العذاب سواه، ولا مجير، ولا تظننَّ أن الله إذا غفر له أضاع ما عليه من حقوق الآدميين، بل سيُرضي يومَ القيامة خصماءَه بفضله ورحمته.
روى هذا الحديثَ أبو سعيد.
* * *
1667 - وقال: "والذي نفْسي بيدِهِ لِو لَمْ تُذْنِبُوا لَذهبَ الله بكم، ولَجَاءَ