يُعطى عوضَ ما سأل يومَ القيامة من الثواب والدرجة؛ لأن الدعاءَ عبادةٌ، ومن عمل عبادةً لا يُجعَل مَحرومًا من الثواب.
روى هذا الحديث أبو هريرةَ.
* * *
1607 - وقال: "إذا سأَلْتُمُ الله فاسْأَلُوهُ بِبُطونِ أَكُفِّكُمْ، ولا تسأَلُوهُ بظُهُورِها".
قوله: "إذا سألتُمُ الله فاسألوه ببطونِ أكفِّكم، ولا تسألوهُ بظُهُورِها"، (الأكف): جمع كف، العادةُ فيمن طلب شيئًا من أحدٍ أن يبسطَ ببطن كفَّه ويمدها إليه، والداعي طالبٌ قضاءَ حاجةٍ من الله الكريم، فليبسطْ بطنَ كفه، وليرفعها إليه متواضعًا متخشعًا، ولا يرفع ظهرَ كفِّه إليه؛ لأن رفعَ ظهر الكفِّ إشارةٌ إلى الدفع، لا إلى الطلبِ، ومن أراد دفعَ بلاء فليرفعْ ظهرَ كفِّه، كما فعل رسول الله - عليه السلام - في الاستسقاءِ، وحين دعا بدفع الحَرْقِ والهدمِ ونزولِ العذابِ.
روى هذا الحديث ابن عباس.
* * *
1608 - ويُروى: "فإذا فَرَغْتُمْ فامْسَحُوا بها وجُوهَكُمْ".
قوله: "فإذا فرغتُمْ فامسحُوا بها وجُوهَكم"؛ يعني: فإذا فرغتم من الدعاءِ، فامسحُوا ببطونِ أكفِّكم وجوهكم.
وعلته: أنه نزلتِ الرحمةُ على بطنِ كفِّ الداعي، فليمسحْ بها وجهه؛ لتصلَ البركةُ والرحمة إلى وجهه، وهذا شيءٌ يقبله المؤمن عن الاعتقاد تصديقًا