1601 - وقال: "ما مِنْ أحَدٍ يَدْعُو بِدُعاءٍ إلاَّ آتَاهُ الله ما سألَ، أوْ كَفَّ عنه مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ، ما لمْ يَدْع بإثْمٍ، أوْ قَطِيعَةِ رَحِم".
قوله: "آتاه الله تعالى ما سألَ، أو كفَّ عنه من السُّوءِ مثلَهُ"؛ يعني: إذا سأل الله أحدٌ شيئًا؛ فإن جرى في الأزل تقديرُ إعطائه ما سأل أعطاه، وإن لم يجرِ التقدير دفعَ الله عنه البلاءَ عوضَ ما منع ممَّا سأل.
روى هذا الحديث عبادةُ بن الصَّامِتِ.
* * *
1602 - وقال: "سَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ، فإن الله يُحِبُّ أنْ يُسأَلَ، وأفضلُ العِبادَةِ انتِظارُ الفَرَجِ"، غريب.
قوله: "سلُوا الله من فضلِهِ؛ فإنَّ الله يحبُّ أن يُسألَ"؛ يعني: اطلبوا قضاءَ حوائجكم من الله؛ لأنه كريمٌ يحبُّ أن يُسأل؛ أي: تطلبُ منه الحاجات؛ فإنه غنيٌّ قادرٌ على قضاء الحوائج، وهو كريم، والكريم يُحبُّ أن تُطلَبَ منه الحوائج.
قوله: "وأفضلُ العبادةِ انتظارُ الفَرَج"؛ يعني: إذا نزلَ بأحد بلاءٌ، فترك الشكايةَ، وصبر، وانتظر الفرجَ، وهو ذهابُ البلاء والحزن، فهذا أفضلُ العبادة؛ لأن الصبرَ في البلاء والانقيادَ لقضاء الله أفضلُ العبادة.
وقوله عليه السلام: "أفضل العبادة انتظار الفرج" عقيب قوله: "يحب أن يسأل" مفهومه: أنه ادعوا الله لإذهابِ البلاء والحزن، وانتظروا الفرج، ولا تستعجلوا في طلب إجابة الدعاء، ولا تتركوا الدعاء بتأخير إجابةِ دعائِكم.
روى هذا الحديث ابن مسعودٍ.
* * *