روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
1599 - وقال: "لا يَرُدُّ القَضاءَ إلاَّ الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العُمْرِ إلاَّ البرُّ".
قوله: "لا يردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ"، وهذا مثل حديث التَّداوي؛ جاءت الرُّخصةُ في التداوي، ولكن لا ينفعُ دواءٌ داءً إلا ما قدَّر الله تعالى أن ينفع، فإن كلَّ داءٍ قُدِّرَ أن يزولَ بدواء، وإلا فلا، فكذلك كلُّ قضاء قُدِّر أن يندفع بدعاء يندفعُ، وكلُّ قضاءٍ لم يقدَّر أن يندفعَ لا يندفعُ.
وكذلك قوله: "لا يزيد في العمر إلا الدعاء"؛ كلُّ عمرٍ قُدِّر أن يزيد بالدعاء يزيد، وكلُّ عمر لم يقدر أن يزيد لا يزيد البتة؛ لأن ما قُدِّر في الأزل لا يتغير.
روى هذا الحديث سلمانُ الفارسي.
* * *
1600 - وقال: "إنَّ الدُّعاءَ ينفعُ مما نزلَ، ومما لمْ ينزِلْ، فعلَيْكُمْ - عِبادَ الله - بالدُّعاءِ".
قوله: "الدعاءُ ينفعُ ممَّا نزلَ، وممَّا لم ينزلْ"؛ يعني: الدعاءُ يدفعُ البلاءَ النازلَ، ويدفعُ البلاءَ الذي يريد النزولَ.
قوله: "فعليكم عبادَ الله بالدعاءِ"، (عليكم) كلمة الإغراءِ والتَّحريضِ؛ يعني: الزموا يا عباد الله الدعاءَ.
روى هذا الحديث ابن عمرَ.
* * *