قوله: "دعوةُ المرءِ المسلم لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابةٌ"؛ يعني: إذا دعا مسلمٌ لمسلم بخيرٍ في غيبته يستجابُ دعاؤه؛ لأن هذا الدعاءَ خالصٌ لله تعالى، وليس لرياءٍ ولطمعِ عوضٍ، وما كان لله يكون مقبولًا.

قوله: "ولك بمثله"؛ يعني: يقول له الملك: لك مثلُ ما دعوتَ لأخيك.

روى هذا الحديث أبو الدَّرداءِ.

* * *

1594 - وقال: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإنَّه لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله حِجابٌ".

قوله: "اتَّقِ دعوةَ المظلومِ؛ فإنهُ ليسَ بينهُ وبينَ الله حجابٌ"؛ يعني: احذرْ دعوةَ المظلومِ؛ يعني: لا تظلم أحدًا حتى لا يدعوَ عليك، فإن المظلومَ إذا دعا على الظالم يقبلُ الله دعاؤه؛ لأنَّ قَبولَ دعائه نصرةُ المظلومِ، والله تعالى وعدَ بنصرةِ المظلوم.

روى هذا الحديث ابن عباس.

في (كتاب الزكاة) في حديث: أن رسول الله - عليه السلام - لمَّا بعث معاذًا إلى اليمن قال له حديثًا طويلًا، وهذا الحديثُ بعضُ ذلك الحديث.

* * *

1595 - وقال: "لا تَدْعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تَدعُوا على أولادِكُمْ، ولا تَدعُوا على أموالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ الله ساعةً يُسألُ فيها عَطاءٌ فَيُسْتَجابُ لكُمْ".

قوله: "لا تدعوا على أنفسِكم"؛ يعني: لا تدعوا دعاءَ سُوءٍ على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم؛ مخافةَ أن توافق دعوتُكم ساعةَ إجابةٍ، فيُستجاب دعاؤكم السوء، ثم تندموا على ما دعوتم، ولا تنفعكم الندامةُ؛ يعني: لا تدعوا بسوء، بل ادعوا بخير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015