وفي روايةٍ عن أُبَيٍّ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ جِبريلَ ومِيكائيلَ أتيانِي فقعدَ جِبريلُ عنْ يَمِينِي، وميكائيلُ عنْ يَسَارِي، فقالَ جِبريلُ: اقْرَأْ القُرْآنَ على حَرْفٍ، وقال مِيكائيلُ: اسْتَزِدْهُ، فاسْتَزَدْتُهُ حتَّى بلغَ سَبْعةَ أحْرُفٍ، وكُلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ".
قوله عليه السلام: "يا جبريلُ إنِّي بُعِثتُ على أمة أميين ... " إلى آخره.
يعني: لو أقرأ على قراءة واحدة لا تقدرُ أمتي أن تقرأها؛ لأن من الناسِ من تجري ألسنتُهم على الإمالةِ، ولا يقدرون على التفخيم، ومنهم من جرى ألسنتُهم على التفخيم، ولا يقدرون على الإمالةِ، ومنهم من جرى ألسنتُهم على الإدغامِ، ومنهم من جرى ألسنتُهم على الإظهار، وغير ذلك مما شرحناه في (كتاب العلم)، فأريد أن أقرأ على أكثر من قراءة واحدة؛ لتتيسَّرَ على أمتي القراءة.
قوله: "ليس منها إلَّا شافٍ كافٍ"؛ يعني: كل قراءة منها تشفي صدرَ القارئين، وتشفي من العلل والأمراض، وتحصل مرادهم وتكفيهم في الدرجات والثواب.
قوله: "إن جبريل وميكائيل أتياني ... " إلى آخره.
اعلم أن هذا كان بأمر الله تعالى، فإن جبريلَ لا يقدر أن يزيدَ على قراءة إلى سبع قراءات إلا بأمر الله، فإن الله قال لجبريل: قل لمحمد: أن يقرأ على قراءة، فإذا استزاد فزدْهُ سبعَ قراءات، وقال لميكائيل: قل لمحمد: ازدده؛ أي: اطلبْ من جبريل أن يزيد لك على قراءة.
* * *
1588 - عن عِمْران بن حُصَيْن: أنَّه مَرَّ على قاصًّ يقرَأُ ثم يَسأَلُ،