يحصلُ له خوفٌ لا حدَّ له، فكذلك لمَّا عرف رسول الله - عليه السلام - خاطري حصلَ لي خوفٌ واستحياءٌ شديدٌ من الله ومن الرسول.
قوله: "أرسلَ إليَّ"؛ يعني: أرسل الله جبريلَ إليَّ، وأمرني "أن اقرأَ القرآنَ على حرفٍ، فرددتُ" جبريل إلى حضرة الله تعالى، وقلت: قل لربي: "أن يهوِّنَ على أمتي"؛ أي: يسهل على أمتي بأن يأمرني أن أقرأ بأكثر من قراءة واحدة، فجاء جبريلُ عليه السلام، وقال: يأمرك ربك أن تقرأ على سبع قراءات.
قوله: "ولك بكلِّ ردَّةٍ رددتُكَهَا مسألةٌ"؛ يعني: بكل مرة طلبتَ مني أن أهوِّنَ على عبادي، فرددتك، وما أجبت مسألتك لك، ثم أعطيتكها مسألتها.
وهذا يدلُّ على أن مَنْ طلب من الله الكريم فلم يعطه لا بدَّ وأن يعطيه ما سأله؛ إما في الدنيا في وقت آخر، وإما في الآخرة.
وقد جاء في الحديث بمثل ما قلنا، وسنذكر بعدَ هذا في (كتاب الدعوات)، فقد جاء ردُّ النبي - عليه السلام - ثلاث مرات، وأمره الله تعالى أن يسأله بكلِّ مرةٍ مسألةً، فقال: "اللهمَّ اغفرْ لأمتي" مرتين، وأَخَّرَ الثالثة إلى يوم القيامة، وهي الشفاعةُ في يوم يحتاج إلى شفاعتي جميعُ الخلق.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1587 - عن أُبيَّ بن كَعْبٍ قال: لَقِيَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جِبريلَ فقال: "يا جِبْرِيلُ!، إنِّي بُعِثْتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيينَ، منهُمُ العَجُوزُ والشَّيْخُ الكَبيرُ والغُلامُ والجارِيَةُ والرَّجُلُ الذي لمْ يقرَأْ كِتابًا قَطُّ"، قال: "يا مُحَمَّدُ! إنَّ القُرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أَحْرِفٍ".
وفي روايةٍ: ليسَ منها إلَّا شافٍ كافٍ.