عنه، فهو مهاجرٌ كامل.

راوي هذا الحديث: أبو محمد "عبد الله بن عمرو" بن العاص بن وائل.

فإن قيل: لم قدِّم الراوي على الحديث في بعض الأحاديث، وأخَّر الراوي في بعضها؟

قلنا: لا فرقَ بين تقديم الراوي وتأخيره؛ لأنَّ كل حديث أُخِّر الراوي عن الحديث في هذا الكتاب، فقد قُدِّم في كتاب "شرح السنة"، ومصنفهما واحد، ولعل المصنف كتب رواة بعض الأحاديث في حاشية الكتاب، فكتبها الناسخون في المتن؛ بعضها مقدَّمًا، وبعضها مؤخَّرًا.

* * *

5 - وقال: "لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى كون أحبَّ إليهِ مِنْ والدِهِ، وولدِهِ، والناس أجمعين"، رواه أنس.

قوله: "لا يؤمن أحدكم ... " إلى آخره، (لا) في قوله: لا يؤمن، لنفي أصل الإيمان، لا لنفي الكمال، والهمزة في (أكون) همزة نفس المتكلم، والهمزة في (أحبَّ) همزة أفعل التفضيل؛ يعني: لا يكون أحدكم مؤمنًا حتى أكون أنا أشد حبًا في قلبه من حبه نفسَهُ وآباءَه وأولاده وجميعَ الناس، ومن كان حبُّ شيء في قلبه أكثرَ وأشدَّ من حبي، فهو كافر.

وبهذا الحب يريد: الحبَّ الاختياري الحاصل من الإيمان، لا الحبَّ الجبلِّيَّ الطبعي، فإن كل أحد يحب نفسه من حيثُ الطبعُ والبشرية أكثر مما يحب غيره، وكذلك يحب ولده، ومن عشق بها من النساء أكثر من غيرها.

والحبُّ الذي هو الطبعيُّ ليس داخلًا تحت اختيار الشخص، فلم يُؤاخذْ به؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015