قوله: "لم تنتَهِ الجنُّ إذا سمعته حتَّى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا} " ... إلى آخره.
(لم تنته)؛ أي: لم تقف ولم تلبث بعدما سمعته إلا آمنوا به؛ لما رأوه من حُسنِ ألفاظه وكثرة معانيه؛ لأنهم عرفوا أن هذا الكلامَ لا يشبهُ كلامَ المخلوقين.
* * *
1539 - وقال: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وعَمِلَ بما فيهِ أُلْبسَ والِداهُ تاجًا يومَ القيامَةِ ضَوْؤُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ في بُيوتِ الدُّنْيَا لو كانَتْ فيكُمْ، فما ظَنُّكُمْ بالذي عَمِلَ بهذا؟! ".
قوله: "لو كانت فيكم"؛ يعني: لو كانت الشَّمسُ في بيت أحدِكم كيف يكونُ ضَوْءها؟ يكون ضوءُ ذلك التاج أكثرَ من ضوء الشمس لو كانتْ في بيت أحدكم.
قوله: "فما ظنُّكم بالذي عَمِلَ بهذا"؛ يعني: إذا لبس أبو القارئ العامل به وأمه ببركة القارئ العاملِ تاجًا صفته هكذا، فكيف يكون ثوابُ ذلك القارئ العامل؟ يعني: لا يخطرُ في خاطرِ أحدِكم كُنْهُ ثوابِ ذلك القارئ العامل.
روى هذا الحديث سُهيلُ بن معاذ الجُهَني، عن أبيه، عن النبي عليه السلام.
* * *
1540 - وقال: "لو كانَ القُرآنُ في إهَابٍ ما مَسَّتْهُ النَّار".
قوله: "لو كان القرآنُ في إهابٍ ما مسَّتهُ النار".
(الإهاب): الجلد، قيل: هذا في عصر رسول الله عليه السلام، لو أُلقِي مصحفُ القرآنِ في عهده في النار لا تحرقه النار، وهذا معجزةٌ له كسائر معجزاته،