"وخبرُ ما بعدَكم"؛ أي: ما يكون بعدكم من ذكرِ الجنةِ والنارِ، وأحوالِ القبرِ والعَرَصَات، وخبرِ خروج دابة الأرض، وغيرها.

"وحكم ما بينكم": من الحلالِ والحرامِ، والكفر والإيمان، والطاعة والعصيان، وغيرها.

"وهو الفصلُ"؛ أي: هو الفاصل القاطع بين الحقِّ والباطل.

"ليس بالهزل"؛ أي: ليس بالباطل، كما قال الله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].

"مَنْ تركَهُ من جبارٍ"؛ أي: من أعرضَ عن القرآن من التكبر، "قصمَهُ الله"؛ أي: كسره الله.

هذا إشارةٌ إلى أنَّ مَنْ ترك العملَ بآية أو بكلمة من القرآن، أو ترك قراءَتها من التكبر والإعراض، يكون كافرًا، ومن تركَهُ من العجز والضعف والكسل مع اعتقاد تعظيمِهِ، لا إثمَ عليه، كمَنْ تركَ العملَ بآية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو ترك العمل بآية المُداينةِ؛ يعني: لا يكتب القَبالةَ عند إعطاء الدين، وآيةُ المداينة: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ...} [البقرة: 282] إلى آخر الآية.

قوله: "ومن ابتغى الهُدى في غيرِهِ أضلَّه الله"، (ابتغى)؛ أي: طلب؛ يعني: من طلب الصراط المستقيم في غير كلام الله وكلام رسوله فهو ضالٌّ، يجوزُ أن يكونَ قوله: (أضله الله تعالى) دعاءٌ على من طلب الهُدَى في غير القرآن، ويجوزُ أن يكون إخبارًا؛ يعني: ثبت الضلالة.

"وهو حبل الله المتين"، (الحبل): العهد والذمة، (المتين): القوي؛ يعني: القرآنُ كحبل بين الله وبين عباده، فمن تمسَّك بالقرآن أوصله إلى الله.

"وهو الذكر الحكيم"، (الذكر): ما يُتذكَّر به؛ أي: ما يتلفظ به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015