أَمْثَالِها، لاَ أَقُولُ آلم حَرْفٌ، ألِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ"، غريب.

قوله: "مَنْ قرأَ حَرْفًا من كتابِ الله فلهُ بهِ حسنةٌ"؛ يعني: من قرأ حرفًا من القرآنِ، فقد عملَ حسنةَ، ومَنْ عمل حسنةً، فله عشرُ أمثالها، فمن تلفَّظَ بقوله: {الم} يُحصِّلُ بألِفٍ عشرَ حسنات، وبلامٍ عشرَ حسنات، وبميمٍ عشرَ حسنات، فيكون المجموع ثلاثينَ حسنة، وعلى هذا القياس جميعُ القرآن.

روى هذا الحديثَ ابن مسعودٍ.

* * *

1538 - عن الحارِث، عن عليًّ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَلا إنَّها سَتَكُونُ فِتْنَةٌ"، فقلتُ: ما المَخْرَجُ مِنْهَا يا رسولَ الله؟، قال: "كِتاب الله، فيهِ نَبَأُ ما قَبْلَكُمْ، وخَبَرُ ما بَعْدَكُمْ، وحُكْمُ ما بَيْنَكُمْ، هُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بالهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله، ومَنِ ابْتَغَى الهُدَى في غَيْرِهِ أَضَلَّهُ الله، وهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيمُ، وهُوَ الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الذي لا تَزِيغُ بهِ الأهواءُ، ولا تَلْتَبسُ بهِ الأَلْسِنَةُ، ولا تَشْبَعُ مِنهُ العلماءُ، ولا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَة الرَّدِّ، ولا تَنْقَضي عَجَائبُهُ، هُوَ الذي لم تَنْتَهِ الجِنُّ إذْ سَمِعْتُهُ حَتَّى قالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}، مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، ومَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، ومَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، ومَنْ دَعَا إليْهِ هُدِيَ إلى صِراطٍ مستقيمٍ"، إسناده مجهولٌ.

قوله: "فما المخرج؟ " (المخرَج): الخروج؛ يعني: فما طريقُ الخروج والخلاص من تلك الفتنة؟

"فقال: كتاب الله"؛ أي: الطريقُ التمسُّكُ والعمل بالقرآن.

"فيه نبأُ ما قبلكم"؛ يعني: في القرآن خبرُ ما قبلكم من حكاياتِ وقصصِ الأمم الماضية والأنبياء وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015