مِنَ الحِسَان:

1533 - عن عبد الرَّحَمن بن عَوْفٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاثٌ تَحْتَ العَرْشِ يَوْمَ القيامَةِ: القُرْآنُ يُحَاجُّ العِبَادَ لَهُ ظَهْرٌ وبَطْنٌ، والأَمَانَةُ، والرَّحِمُ تُنادِي: ألا مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَني قَطَعَهُ الله".

"يُحاجُّ العبادَ"؛ يعني: يخاصمُ من لم يعملْ به ولم يعظَّم قدرَهُ، ويعاونُ من عمل به وعظَّم قدرَهُ.

قوله: "له ظهرٌ وبطنٌ"، ذكرنا بحثَ هذا في (باب العلم) في قوله: "أُنزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ".

* * *

1534 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُقَالُ لِصاحِبِ القُرْآنِ: اقْرَأْ، وارْتَقِ، ورَتَّلْ كَما كُنْتَ تُرَتَّلُ في الدُّنْيَا، فإنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُها".

قوله: يُقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإنَّ منزلَكَ عند آخرِ آيةٍ تقرأُها".

قال الخطابي: قد جاء في الأثر: أنَّ عددَ آيِ القرآن على قدرِ دَرَجِ الجنة، فيقال للقارئ: اقرأ وارتق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن؛ فمن استوفى قراءة جميع آي القرآن، استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جُزءًا منها كان رُقيُّه في الدرج على قدر ذلك، فيكونُ منتهى الثوابِ عند منتهى القراءة.

(رقى وارتقى): إذا صعد.

(رتَّل ترتيلاً): إذا قرأ قراءةً مبيَّنةً حرفًا حرفًا على التأني والسكون.

استولى؛ أي: غلب وقدر، أقصى؛ أي: أبعد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015