1529 - وعن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رجُلاً على سَرِيَّةٍ وكان يَقرَأُ لأِصْحَابهِ في صَلاَتِهِمْ، فيَخْتِمُ بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "سَلُوهُ، لأِيَّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلك؟ "، فَسَأَلوهُ فقالَ: لأِنَّها صِفَةُ الرَّحْمنِ، وأَناَ أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَها، فقالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَخْبرُوهُ أَنَّ الله يُحِبُّهُ".

قوله: "بعثَ رجلًا على سَريَّة"؛ أي: جعل رجلًا أميرَ الجيش.

"فكان يقرأ لأصحابه"؛ يعني: كان إمامًا لهم في الصلوات، فيقرأُ في جميعِ الصلوات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.

* * *

1531 - وعن عُقبة بن عامِر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألمْ تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتْ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".

قوله: "لم يُرَ مثلهُنَّ قطُّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} "؛ يعني: لم تكنْ آياتُ سورةٍ كلُّهنَّ تعويذٌ للقارئ من شرِّ الأشرار غيرَ هاتين السُّورتين، ففي التعويذِ قال عليه السلام: "لم يُرَ مثلهن".

وسببُ نزول هاتين السورتين: أن غلامًا من اليهود كان يخدُمُ رسولَ الله عليه السلام، فقال له اليهود: أعطنا مُشاطَة محمد عليه السلام؛ لنسحرَ محمدًا؛ أي: الشعور التي نزلت من رأسه ولحيته بالمشط، وأعطنا بعضَ أسنانِ مشطه؛ لنسحرَ محمدًا - عليه السلام - بهما، فأعطاهم الغلامُ ما طلبوا منه، فسحر لبيدُ بن الأعصمِ اليهودي رسولَ الله - عليه السلام - بتلك المُشاطة وأسنان المشط، وتغيَّرَ رسول الله - عليه السلام- من ذلك، وظهر مرضٌ بحيث يذوبُ بدنُهُ وينتثرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015