ورد السلام، وعيادة المريض، والصلاة على موتى المسلمين إلا الشهيد في سبيل الله، وتشميت العاطس، ومعاداة الكفَّار، وإكرام الجار، وإكرام الضيف، والستر على الناس، والصبر؛ يعني: يرضى بقضاء الله تعالى فيما أصابه من الفقر والمرض وموت الأقارب وغير ذلك، ويرجو الثواب على صبره من الله تعالى.

والغيرة؛ يعني: يكره ما لا يرضاه الله تعالى فيما يجري على نفسه وغيره.

والجود؛ يعني: لا يكون بخيلًا في أداء الزكاة، بل يؤديها على الطوع والرغبة، ويعطي أيضًا بقدر وسعه من الصدقات غير الواجبة.

ورحم الصغير والكبير؛ يعني: ليكن له شفقة ورحمة على المسلمين من الصغار والكبار.

والإصلاح بين الناس، ومحبة الرجل لأخيه ما يحبه لنفسه، وإماطة الأذى عن الطريق.

فهذه سبع وسبعون شعبة، وهي التي أرادها النبي - عليه السلام - في قوله: "الإيمان بضع وسبعون شعبة"، وكلُّ أمر ونهي من أوامر الله ونواهيه غير ما ذكرنا، فهو مندرجٌ في هذه الأعداد.

قوله: "وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"، (الأدنى) أفعل التفضيل من دنا يدنو: إذا قَرُب، ويحتمل أن يكون أصله: (أدنؤها) بالهمزة، فقُلِبت الهمزة ألفًا للتخفيف، من دَنَأ يَدْنَأ دَنَاءةً، إذا فعل فعلًا حقيرًا، وصار حقيرَ القوم، والمراد بأدناها ها هنا: الأقل.

(الإماطة): الإبعاد.

يعني: أقل شعب الإيمان إبعادُ الأذى من طريق المسلمين، وهو: إبعاد شوك، أو حجر، أو عظم، أو غصن شجر يتأذَّى به من يمشي في الطريق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015