أحدهما: فرحُ نفسِه بالأكل والشرب؛ فإن نفسَ الإنسان تفرح بالأكل والشرب بعد الجوع والعطش.
والثاني: فرحةٌ بوجدانه التوفيقَ لإتمام صوم ذلك اليوم.
والفرحة الثانية: إذا لقي الله يومَ القيامة وأعطاه جزاءَ صومِه يفرح فرحًا لا يبلغ أحدٌ كُنْهَه.
قوله: "ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المِسْك"، (الخَلُوف)؛ يعني: رائحةُ فمِ الصائمِ أطيبُ وأعزُّ عند الله من ريح المسك عند أحدكم أيُّها الناسُ؛ لأن رائحةَ فمِ الصائمِ من أثر الصوم، والصومُ عبادةٌ يجزي بها الله تعالى بنفسه صاحبَها.
قوله: "والصيام جُنَّة"، و (الجُنَّة): التُّرس، هذا يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون معناه: الصومُ يدفع الرجل عن المعاصي؛ لأنه يكسرُ النفسَ كما تدفع الجُنَّةُ السهمَ.
والثاني: أن يكون الصومُ يدفع النارَ عن الصائم كما أن الجُنَّةَ تدفعُ السهمَ.
قوله: "فلا يَرفُثْ ولا يَصخَبْ": (رَفَثَ يَرْفُثُ): إذا تكلَّم بكلامٍ قبيحٍ، و (صَخَبَ يَصْخَبُ): إذا رفع الصوتَ.
يعني: إذا كان الرجلُ صائمًا فَلْيكنْ صائمًا من جملة المناهي، لا من الطعام والشراب فقط، وأراد بالنهي عن رفع الصوت: رفع الصوت بهَذَيانٍ، وأما رفعُ الصوت بقراءة القرآن والذَّكر وغيرها مما فيه خيرٌ فلا منعَ منه.
قوله: "فإن سابَّه"؛ أي: شتمَه.
قوله: "أو قاتَلَه"؛ يعني: أو خاصمه وحاربَه.